تواصل وحدات الجيش الوطني الشعبي دكّ معاقل فلول الجماعات الإرهابية بوتيرة حرمت تلك الجماعات من التقاط أنفاسها وإعادة تنظيم صفوفها وتجريدها تماما من القدرة على المبادرة والمباغتة.
إن هذه المقاربة التي تعتمد أساسا على عمل استخباري محترف، متبوع بعمليات متواصلة ومكثّفة أتت أكلها، حيث أصبحت وحدات الجيش هي من تبادر وتداهم أوكار هؤلاء المجرمين وتهد عليهم مخابئهم، كما حصل في منطقة وادي بوعايش بجيجل قبل أسبوع، أين أسفرت العملية - التي نفذتها مفارز الجيش – عن القبض على الإرهابي الخطير- كما وصفه بيان وزارة الدفاع – المدعو أبو الدحداح، الذي التحق بالجماعات الإرهابية منذ ربع قرن، أو في مسلمون بتيبازة، قبل يومين، حيث أسفرت هذه العملية المتواصلة عن القضاء على 6 إرهابيين واسترجاع أسلحة وذخائر.
مقاربة «البريسينغ» التي ينتهجها جيشنا الوطني الشعبي وحدها كفيلة بالقضاء على شأفة الإرهاب واجتثاث هذا السرطان الخبيث، لأن سياسة المهادنة والتفاوض مع الإرهاب أثبتت أنها تزيد من النشاط الإجرامي للجماعات الدموية وما الهجمات الأخيرة التي استهدفت عسكريين فرنسيين وأدت إلى مقتل ستة منهم، إلا دليل واضح على فشلها وأنّ لتلك الاعتداءات الإرهابية علاقة مباشرة بالصفقة الأخيرة – التي باريس معها - وتحصّلت بموجبها تلك الجماعات على مبلغ مالي ضخم واستعادة المئات من عناصرها بعد مقايضة 200 إرهابي برهائن فرنسيين وأوروبيين؟!.
الزيارة الميدانية التي قادت رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق السعيد شنقريحة إلى وحدات الجيش - التي تنفّذ عملية في إطار مكافحة الإرهاب بمسلمون في ولاية تيبازة - أمس الأول، تؤكّد أن الضغط سيتواصل وسيتم رفع مستواه إلى الدرجات القصوى وأن وتيرته ستظل في منحى تصاعدي إلى غاية القضاء على آخر إرهابي واجتثاث هذا الورم الخبيث من بلادنا نهائيا.