حدث وحديث

حروب تحطّ أوزارها

فضيلة بودريش
01 جانفي 2021

طوى العالم صفحة صعبة تجرّع فيها طيلة سنة كاملة كل ألوان الخوف والألم والقلق، بعد أن فتك فيروس مفزع بكل شيء يتحرك، الإنسان والاقتصاد وجعل الحياة على كف عفريت، لكن فتيل النزاع وبؤر التوتر وصوت الحروب لم يصمت، بل استمرت في الاشتعال في كل مكان من العالم، بإقليم ناغورني كراباخ وفي تيغراي وليبيا وبالصحراء الغربية، بعد انهيار وقف إطلاق النار وإصرار الشعب الصحراوي على استعادة حريته وسيادته من الاحتلال المغربي، وطعن القضية الفلسطينية في الظهر لأن التطبيع لن يقدم حلول تسوية متوازنة وعادلة، لأنه من شأنه أن يؤجّج غضب الفلسطينيين، الذين لن يتنازلوا عن حق استرجاع أرضهم المغتصبة وإقامة دولتهم المستقلة والموحدة.
يأمل الكثير من الأحرار في العالم أن يحمل العام الجديد الكثير من السلام والعدالة، والإنصاف لجميع الشعوب خاصة تلك المظلومة والفقيرة، بل ويتطلّعون إلى مصالحة شاملة وعميقة تنهي منطق الأقوى من يفرض سلطته وقانونه وسيطرته، وتكون القوانين الدولية ذات شرعية ومصداقية، ووحدها من تفصل في النزاعات وتحسم في الخلافات القائمة ومن بينها القضيتين الفلسطينية والصحراوية وحقن الدماء في البلدان التي عصف بها الربيع العربي مثل سوريا وليبيا واليمن..لأنه لم يعد يحتمل أن تستمر الأمم المتحدة بموقفها السلبي جامدة لا تتحرك.
رحلت أصعب سنة في القرن الواحد والعشرين وأخذت معها الرئيس المنتهية عهدته دونالد ترامب، الذي أغرق البيت الأبيض في فوضى عارمة نتج عنها قرارات ارتجالية لا تستند إلى رؤى منصفة، نذكر من بينها صفقة القرن الخطيرة، بالإضافة إلى سلوكياته المستفزة والمنفرة التي كان يتعامل بها مع الآخرين، والتي أعطت انطباعا بغروره وعدم جديته في القضايا المهمة حتى مع الشركاء التقليديين لأمريكا، إلى جانب استهانته بخطر تفشي فيروس كورونا المعدي في بلده.
يعود الديمقراطيون إلى واجهة الحكم في الولايات المتحدة الأمريكية، ممثلين في الرئيس جو بايدن الذي خبر في السابق السياسة وتواجد في الحكم كنائب للرئيس أوباما، وينتظر منهم أن يقدموا ما عجز ترامب على تقديمه للعالم، لأن لغة التهديد لم تعد أسلوب نقاش وتعاون وحياة، فهل يتمكن بايدن من محو النقاط السوداء التي خلّفها ترامب؟ هل يمكن رؤية الحروب تحط أوزارها ويحل محلها النشاط الدبلوماسي والتفاوض بين المتنازعين وبلوغ حد أدنى من المصالحة..عام جديد ومازالت نهاية الفيروس مجهولة في ظل بروز السلالة الجديدة التي صعّدت من الخوف والقلق.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024
العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024