حال الدنيا

اليأس يولّد الانتصار

حمزة محصول
26 ديسمبر 2020

 

 

 

يُعلّمنا التاريخ أن العبارة الشهيرة «إرادة الشعوب لا تقهر» كانت «لغة خشب» سمجة تلوكها ألسن الساسة الذين يجتهدون في قهر الشعوب، وأن صناعة اليأس والتمكين له، هو ما يسحق هذه القاعدة تحت أرجل هؤلاء الساسة.
التاريخ نفسه، يخبرنا أن توليد اليأس بماكينة الدعاية المضللة وجعل الشعوب مجرد حشود مهزومة نفسيا، أمر لا ينصح به. فالشعب اليائس لا يعني أنه ليس غاضبا، والغضب هو ما سيدفعه يوما ما إلى هدم السقف على رأس حكامه.. فتعود القاعدة وتنبعث لتنتصر.
المصيبة أن بعض النخب تسخّر نفسها كالفحم في موقد الدعاية المضللة لقهر الشعوب. ورأينا كيف سبّل مثقفون وسياسيون أنفسهم للمخزن المغربي، واجتهدوا في تبرير «عار» التطبيع مع الكيان الصهيوني.
قال هؤلاء: «إن الجزائر لم تترك لنا خيارا»، فيما معناه أن الجزائر القوية بمبادئها، جعلتهم يرتمون في حضن الصهيانة!!؟ الحقيقة أن هؤلاء أنفسهم والشعب المغربي الشقيق وكل النخب، يعلمون أن هذا المبرر كذبة كبيرة، بدليل تأكيد بوريطة (وزير الخارجية المغربي) «بأن علاقة بلاده بإسرائيل فريدة ولا يمكن أن تقارن مع دولة عربية أخرى».
والتخفّي وراء الجزائر، حجّة جيدة، للفرار من طرح السؤال الحقيقي على المخزن أو القصر الملكي، وهو: كيف انتهى حال المغرب إلى الاستقواء بالصهاينة ورئيس أمريكي انتهت ولايته؟.
لو نُسقط القاعدة على الشأن الوطني، سنجد أن الظروف الإقليمية المليئة بالكمائن، والأوضاع الاقتصادية العصيبة، وما تفرضه من جهود تعزيز صمود الدولة ومؤسساتها، والثبات على نصرة القضايا العادلة، تنسجم وإرادة الشعب في بناء دولة قوية مهابة الجانب.
لا يمكن لأيّ مسؤول اليوم، مهما كانت رتبته أو صفته، أن يتملص أو يتحايل على إرادة الشعب الجزائري في بلوغ هذا الطموح، لأنه يملك قوة مساءلة، ويستطيع ببساطه أن يحاسبه بعبارة: «ليست هذه الدولة التي ضحّى من أجلها الشهداء».
وكلّ من يختار طريقا غير هذا، سيضع نفسه أمام مطاردات لا تنتهي، لأن الاستمرار في طريق الفشل والتمكين للرداءة والتآمر والتواطؤ، يعني الانهيار التام وتسليم البلاد لذئاب الهيمنة الجدد.

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024
العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024