يعقد مجلس الأمن الأممي، اليوم، اجتماعا حول التطورات الخطيرة للأوضاع في الصحراء الغربية.
الدعوة إلى هذا الاجتماع جاءت هذه المرة من ألمانيا، التي كان رئيسها السابق هورست كوهلر، آخر شخصية ضمن قائمة طويلة لمبعوثين شخصيين للأمناء العامين الأمميين إلى الصحراء الغربية، يقدّم استقالته بسبب التعنّت المغربي والضغوط التي مورست عليه من أجل دفعه إلى رمي المنشفة، بحسب التصريحات الأخيرة لأحد رؤساء بعثة «مينورسو»، كريستوفر روس، الذي أكّد أن كوهلر لم يستقل لأسباب صحية كما يُروّج له؟.
برمجة هذا الاجتماع يؤكّد أن المجتمع الدولي استشعر أخيرا خطورة الوضع في منطقة أصبحت تعيش على شفا حرب، قد تشتعل في أي لحظة -لا قدر الله- بعد الانتهاك المغربي لاتفاق وقف إطلاق النار ورد البوليساريو بإعلان تحلّلها منه، والتغريدة التي أعلن فيها ترمب اعترافه بسيادة المغرب على الأراضي الصحراوية، في خرق خطير للشرعية الدولية، قد يزيد من احتمالات الدفع بالأمور إلى المواجهة، بحسب الكثير من المراقبين؟!
جدولة هذا الاجتماع المغلق، انتصار للقضية الصحراوية، بعد جمود مطبق عرفه الملف لأسباب يعلمها الجميع؛ جمود كان من أهم مظاهره، عدم إيفاد خليفة لهورست كوهلر منذ استقالته قبل 18 شهرا؟!
المنتظر من اجتماع اليوم، وأمام التطورات الخطيرة، وضع جدول زمني لحل النزاع من خلال تمكين الشعب الصحراوي من تقرير مصيره عبر استصدار قرار يقضي بعودة المكوّن السياسي للمينورسو، من أجل تنفيذ مهمتها الأساسية المتمثلة في تنظيم الاستفتاء، وليس مراقبة وقف إطلاق النار الذي تم انتهاكه على مرأى ومسمع القبعات الزرق؟.
الأولوية هي الإسراع في تعيين مبعوث أممي جديد يكون مدعوما من مجلس الأمن، حتى يتمكّن من أداء مهامه بعيدا عن الضغوط والمساومات التي قال بشأنها، كريستوفر روس، إنها لم تضطره إلى الاستقالة، كما اضطرت من كان قبله ومن جاء بعده، ولكن أصبحت سببا رئيسا في عزوف مبعوثين جدد عن قبول المهمة؟!.