شعار خبيث روّجت له بعض الوجوه، بالتزامن وهرولة بعض الدول العربية إلى التطبيع مع الكيان المحتل وهو «فلسطين ليست قضيتي»؛ شعار انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، قبل سنة، لكن سرعان ما اضمحل وسُحب، بعدما لم يجد صداه ونال ما نال مَنْ نشروه على حساباتهم وصفحاتهم من روّاد مختلف وسائط التواصل وخاصة من العرب والمسلمين.
الأكيد أن الواقفين وراء هذا الشعار هي وكالات استخبارية ومخابر متخصّصة في تغيير قناعات وتوجهات الرأي العام، بهدف كسر طابوهات أو ضرب مسلّمات، بتوظيف شخصيات وأسماء تمت صناعتها والدفع بها إلى صدارة وسائل الإعلام ومواقع التواصل، من خلال برامج مؤثّرة وجذّابة يتابعها الملايين عبر العالم، ولكم أن تتصوّروا وقعها خاصة عندما يتعلّق الأمر بتوظيف الدّين من طرف من يسمون أنفسهم «دعاة» أصبحوا يروّجون للتطبيع ويبرّرونه، بل ويستشهدون - بمنتهى النفاق- بمعاملة النبّي محمد عليه الصلاة والسلام لليهود وكأن الفلسطينيين هم من يسيئون معاملة الاحتلال؟!
رغم بؤس المشهد ونذالة الممثلين، تنبعث خيوط أمل، فالقضية الفلسطينية التي تعيش أصعب أيامها، مع جاهزية البعض لمقايضتها وفق حسابات سلطوية، فإنها مازالت تشكّل نبض الشارع العربي، وإن كان البعض لا يسمع ولا يرى أو لا يريد، أو ما أسفرت عنه نتائج ثورات (الربيع العربي) التي انتهت إلى مراحل انتقالية، وانتقال من حال إلى حال.
ويبقى الأمل الأكبر هو الطفل الفلسطيني، الذي مازال يواجه بحجارته دبابة الاحتلال، ويؤكّد للعالم أجمع أن لحمه وعظمه ودمه من تراب فلسطين ولن يتخلّى عنها أبدا. من أجل هذا الطفل، فلسطين قضيتنا جميعا.