اليوم يُمكن لـ»الشعب» أن تفرح مرتين، مرة، لأنها وعدت، ومرة لأنها وفّت بوعدها، واستقطبت لوحات فرح تراقصت على بؤبؤ النجاح وإلى عيون العاملين فيها، بإصدار مجلة متخصصة في الإقتصاد والمالية، في زمن تراجع مقروئية «اليوميات الشاملة»، والعامة، وتضعضع مكانتها بشكل كبير في نقل «الأخبار»، التي تصبح لاغية في اليوم التالي بحُكم عامل الزمن، وكلمة «أمس» التي ترافقها إلى أكشاك لم تعُد تحفلُ باليوميات المطبوعة، مثلما كانت تفعل قبل ثلاثين سنة، في عزّ «التعددية الإعلامية»..
«الشعب الاقتصادي» خطوة أخرى، تُضيفها المؤسسة، لرصيدها الإعلامي، ولمخططاتها المتعلقة بالمرحلة القادمة، التي تشجع الإعلام المتخصص والإعلام الرقمي، وما يليهما من مشاريع اتصال وتواصل وإعلام الآخر، سواء كان قارئا أو زبونا أو مستهلكا، بما يستجد في عالم الاتصال، الذي يسارع خطاه كلما أنتجت شركة تكنولوجيات وسيلة اتصال جديدة أو أنتجت هاتفا مميزا ينافس الفضائيات في سرعة نقل الخبر، وجودة الصورة، التي تغازلها «الجزيرة» و»سي آن آن»، وتعتمدها في تنفيذ برامج تفاعلية وتواصلية عبر العالم، وبـ»شاشات» غير شاشاتها، وبـ»مساهمة» من الصحفي الإفتراضي»، الذي سطا فعلا على مساحات كبيرة من عمل «الصحفي التقليدي»، وبالتالي، يُصبح من نافلة القول، قولُ الآتي: هذا لوَى عنق ذاك!
البارحة رأى زملاء كم يكون التحدي سهلا، عندما تكون نية العمل صادقة بين صانع الإعلام وداعمه، بين صدقية الكلمات وأريحية الواعد بالدعم، وكم تكون الفرحة بمولود جديد أسرع إلى فتح شهية رفع تحدّ جديد، اسمه مجلة «ثقافة»، وأخرى في التنمية، ومشاريع أخرى تتدافع في حلق الفرحة، طالبة الإذن بالخروج إلى العلن..