وزير الصحة، الطبيب عبد الرحمان بن بوزيد، لم يكن يوما قلقا من انتشار وباء كورونا في عز مدّها الأول مثلما ظهر مؤخرا، حيث قال بصريح العبارة إن «الوضع مقلق بالفعل»، وهو يؤكد ظهور بؤر جديدة ممّا ينذر بأن القادم أسوأ، رغم أن الناس استأنفوا حياتهم «العادية» منذ مدة طويلة ولم يعد كثير منهم يعرف شيئا اسمه «كمامة» أو «حجر صحي».
وقبل أن تنتشر تصريحات الوزير عبر وسائل الإعلام المختلفة بالشكل الكافي، أعلنت رئاسة الجمهورية في بيان لها، أن الرئيس يباشر حجرا صحيا طوعيا، لمدة خمسة أيام، استجابة لنصيحة طاقمه الطبي «بعدما تبين أن العديد من الإطارات السامية برئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة، قد ظهرت عليهم أعراض الإصابة بفيروس كورونا».
يحدث هذا التطور بعد أيام قليلة من انطلاق جزئي للموسم الدراسي، صاحبه جدل كبير حول الالتزام بقواعد الحجر الصحي، وقبل انطلاق «أكثف» موسم رياضي كروي تأخر انطلاقه كثيرا ويحتاج إلى رزنامة «جهنمية» دقيقة من أجل إتمامه، بعد رفع عدد أندية الدرجة الأولى إلى عشرين لأول مرة في تاريخ البلاد بعد تجربة فاشلة منتصف ثمانينيات القرن العشرين.
لقد تأخر الموسم الدراسي والموسم الرياضي كثيرا، وكان الأمر يحتاج إلى «وضع وبائي» مثالي من أجل إتمام موسمين دراسيين و38 جولة كروية مع بدايات الصيف المقبل.
يبدو أن المثالية المطلوبة بعيدة المنال، مع عودة ارتفاع أرقام الإصابات بشكل ينذر أن القادم أسوأ، خاصة مع الحالات المتكررة المعلنة في صفوف بعض الأندية التي تحضّر للمنافسة، وما يقال عن تقصير في تطبيق الحجر الصحي في بعض المدارس.
كانت الأنظار موجّهة نحو «المخطط ب»، وكان يفترض معه أن تُستأنف السنة الدراسية ومعها الرياضية والاجتماعية بعد حين، ويبدو أن تطبيق ذلك أصبح موضع شك، ولا ندري كيف سيكون مصير الموسم، هل تؤجل العودة إلى المتوسطات والثانويات مرة أخرى ويعود أطفال الابتدائيات إلى بيوتهم، ونذهب نحو سنة بيضاء أو «سنة دراسية افتراضية»؟
لا أحد عنده الجواب، مع بدايات خريف القلق هذا الذي يبدو أن ليل الجائحة معه سيطول... قد يحدث وقد لا يحدث، لا أحد يعلم.