تابعت ما قيل عن معدل النجاح في البكالوريا هذا العام، بناءً على تصريح وزير التربية، الذي قال إن الحاصل على 9 من عشرين في نظره «ناجح»، في كل الأحوال، وهالني الكم الهائل من «الفتاوى» التي صاحبت هذا التصريح، الذي حرّك في «الميكانيكي» حاجة لاستعراض عضلات «الخبير» في الكلام في الشؤون التربوية، ودفع «القهواجي» لرمي دلوه في بئر التعليم، وحفز من يظهرون في سهرات رمضان، وكانوا طوال العام نياماً، لقول فيه حكمٌ مُسبق: «التعليم ساب»!
لماذا وصلنا إلى هذا الحد من استسهال الأمور والإفتاء في كل ما يتحرك، من السياسة إلى الدين، ومن التربية إلى الأمن، ومن التقاذف بتهم ثقيلة على اللسان والقلب، مثل التخوين؟
أن يستسهل أمّيٌّ «تدريس» طبيب حول كيفية التعامل مع مرض ما، مثلما يقفز بعضهم على خبراء الصحة، وهم يتحدثون عن كيفية التعامل مع فيروس كورونا، ويسمحون لأنفسهم بالتطاول على المآزر البيضاء، والعقول التي تبحث في تفاصيل نجاة البشرية من الأوبئة والأمراض...
ذلك يعني أن الصورة معكوسة، والمصيبة أكبر من مجرد محاولة «ظهور» على ظهر مسألة ما، قد تستقطب الرأي العام؛ ذلك أن تسلق التراتبية الاجتماعية والقفز على المختصين وعلى كل ما يساهم في تنظيم الشأن العام وتسيير مصالحه، سيؤدي إلى فراغ أكبر من «الفراغ» الذي ينطق به «خبراء فايسبوك» في الجزائر، في لحظة وجد غريبة تبحث عن عدد «جامات» تزيد صاحبها تعلقا بالشطط في إطلاق الأحكام.
ولا غرو عندئذ في أن يكون التفاعل ليس مع الناجحين ومن يطمعون في جامعة تؤهلهم للمستقبل، من قبيل: «بيام، باك، سياربي»؛ بمعنى نجاح في امتحاني التعليم المتوسط والبكالوريا، وفوز السياربي بالبطولة! أو «غاضتني الأنترنيت اللي كوباوها في يامات الباك»...