هل تعود الحرب؟

جلال بوطي
11 أكتوير 2020

وجّه الرئيس الصّحراوي إبراهيم غالي رسالة شديدة اللهجة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس على خلفية مغالطات خطيرة في التقرير الأممي حول النزاع في الصحراء الغربية، الموجه إلى مجلس الأمن الدولي الذي يناقش القضية نهاية الشهر الجاري.
قال الرئيس غالي، إنّ الشعب الصحراوي فقد الأمل نهائيا في المنظمة الأممية، ووصف التقرير بالمنحاز للاحتلال المغربي، وبأنه يمثل دعاية حقيقية له فيما يتعلق بالمنفذ غير القانوني للكركرات الواقع في الجدار العازل بين المناطق الصحراوية المحررة والمحتلة، ولم يكن موجودا غداة التوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار بين الطرفين سنة 1991.
معبر الكركرات قد يكون القطرة التي تفيض الكأس في نزاع عمّر لأزيد من أربعة عقود، بعد توجّه جماهير شعبية صحراوية منذ أيام للمعبر قصد غلقه أمام الشاحنات التجارية التي تعبر يوميا من المغرب نحو أفريقيا عبر موريتانيا، مستغلة معاناة شعب فقد الصبر في الحلول السلمية وبات يفهم جيدا قواعد اللعبة لأن الجيل الذي قاد الحرب في السبعينيات يرحل تباعا تاركا إرثا ثقيلا وأمانة لجيل الاستقلال لتقرير مصيره إما بالاستفتاء أو الحرب.
كل المؤشّرات توحي إلى أنّ البنادق ستحل محل الدبلوماسية التي لم تنفع أمام ما وصفه الأمين العام للبوليساريو بالتجاهل، والتمادي في وقف الانتهاكات المغربية الصارخة، وما زاد الطين بلة التقرير الأممي الأخير الذي جاء لأول مرة بشكل غير حيادي، وبالعكس يحمل مغالطات فادحة لواقع النزاع.
صحيح أنّ قضية معبر الكركرات يسلّط عليها الضوء سنويا عشية مناقشة مجلس الأمن للتقرير السنوي للنزاع شهر اكتوبر، لكن الأمر يختلف تماما مع المعطيات الجديدة، لاسيما ورسائل البوليساريو المشفّرة تحمل دلالات عميقة على نفاذ صبر الشعب الصحراوي التواق للحرية.
ما أشبه اليوم بالأمس، وبالضبط سنة 2010 خلال انتفاضة «اكديم ازيك» التي وصفها الفيلسوف تشومسكي بأنها كانت الشرارة الأولى لـ «ثورات الربيع العربي».
الظروف مواتية لتقلب كفة موازين البنادق على الدبلوماسية، وتنهي حالة اللاّحرب واللاّسلم التي تخيم على النزاع منذ ثلاثين عاما!

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19634

العدد 19634

الأربعاء 27 نوفمبر 2024
العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024