مناضلـــــون.. بـــلا عنوان!

مرزاق صيادي
11 أكتوير 2020

بعد حوالي ستين سنة من استقلال البلاد، نُعيد طرح السؤال، الذي كانت إجابته بديهية في وقت ما: هل لدينا مناضل (ين)؟
السؤال على بساطته، وانتشار كلمة مناضل في الخطابات وعلى الألسن، يطرحُ نفسه على الأحزاب والجمعيات، وعلى كل من تعلّق بقضية، ويسعى للدفاع عنها، أو الحصول على ما استهدفه منها..
المناضل بالشكل الكلاسيكي، على رأي جيل الرقمنة، مقصودٌ به ذلك الشخص الذي آمن بقضية وسعى إلى تنفيذها ولو تطلّب الأمر سقوطه قربانا لها، مثلما حصل مع أجيال الحركة الوطنية، ومنهم «المناضل الذي اختار أن يكون شهيدا» في سبيل القضية التي آمن بها، وهي استقلال البلد، وتلك أعلى مرتبة قد يصلها مناضل في عُرف العارفين بروح فكرة نضال توصّل إلى بر الأمان، وتزيح في طريقها الظلم والقهر والعدوان، وما يواليه من مريدي «القابلية للاستعمار».
هذا النوع من المناضلين بصم فترة زاهية من تاريخنا الحديث، بتضحياته التي لا تضاهيها تضحيات.
اليوم، تجد جمعيات وأحزاب، أنفسهما، أمام حرج السؤال عن عدد المناضلين، لا عدد المنخرطين، والفرق بينهما واضح، ذلك أن المناضل مؤمن بقضية، بفكرة، ببرنامج، والمنخرط في جمعية أو حزب، قد يكون مشروع مناضل، وفي الغالب رقم يُضاف إلى القائمة، لأسباب وحاجات آنية أو لاعتبارات متعلّقة بالمصلحة، مثلما توحي به قراءات حول «المنخرطين في الأحزاب»، من الذين أنتجوا لنا ظاهرة التجوال السياسي، في العقود الماضية، وقد لا تتوقف «سياحتهم السياسية» عند باب القوائم الانتخابية، والأصفار على يمين الحساب البنكي، التي يجنيها أصحابها من المناصب النيابية، التي قفزت على عتبة العهدتين، وأصبحت أربع عهدات وخمسة، بالنسبة لمن تعودوا «الانخراط» في السياسة على حساب «النضال الحزبي»..
هل نحن بحاجة إلى مناضلين مشبّعين بروح الدفاع عن قضية ما؟ المنطق يقول «نعم، وفي كل المجالات»، بمعنى مناضل في البيئة وحقوق الإنسان، والتربية وفي كل ما تصله يد الإنسان، ويتحول إلى موضوع نقاش عام، ويُصبح للنضال عنوان من جديد، يتقاطع مع ما ترغب فيه أجيال صاعدة، وأجيال طامعة في الغيث، بكل ما تعني هذه الكلمة من معنى..

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19524

العدد 19524

الإثنين 22 جويلية 2024
العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024
العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024