حدث وحديث

يحيا الجيش!

جلال بوطي
15 سبتمبر 2020

أظهر الحراك الشعبي في مالي منذ الاطاحة بالرئيس ابوبكر كيتا في 18 أوت الماضي أسلوبا جديدا في التعامل مع الاعلام الاجنبي لاسيما الفرنسي منه، كونه ينتهج سياسة دعائية براغماتية من خلال تخصيصه حيزا زمكانيا لقضية مالي عبر فضائياته وصفحات جرائده، وكأنها شأن داخلي فرنسي يثير الاستغراب والتساؤل!
الشعب المالي اكتسب هذه المرة خبرة من الماضي القريب في التعامل مع الاعلام الاجنبي، الذي يعمل وفق اجندات يمكن وصفها بالخبيثة، وبروباغاندا تشبه تلك المتبعة ايام النازية الالمانية خلال الحرب العالمية في تزييف الحقائق.
إعلام فرنسا نقل المعلومات بوجه وضع المحتجين في مالي من المدافعين عن وطنهم في خانة الانقلابيين، لكنه لم ينقل للعالم الجرائم التي تقترفها قوات اجنبية في الساحل الافريقي بذريعة محاربة الارهاب.
الاعلام الفرنسي أراد مجانبة الحقيقة بتغييب صوت معارضة شعبية وسياسية غالبية منذ اعلان كيتا رئيسا لمالي لعهدة ثانية، وأراد إظهار تلك الدعوات بغير الدستورية. والكل يعرف لماذا يلجأ الاعلام الفرنسي لتبني هذا النهج، لكن المحتجين الداعمين للقادة العسكريين لم يفسحوا المجال للاعلام الاجنبي، واكتسحوا ميدان التحرير وسط العاصمة باماكو بلافتات تدعم الجيش وقادة العسكر، الذين قادوا العملية الانقلابية باسم «الشرعية الشعبية».
كاميرات الفضائيات لم تتمكن من تسليط الضوء على احتفالات الماليين الحاملين للافتات كتب عليها «تحيا الجيش» و«عاش العسكر»، واللون الأخضر رمز للباس العسكري خطوة نجحت في مواجهة الدعاية بشكل مثير للاستغراب، هو أسلوب جديد لم يسجل في أحداث سابقة شهدتها مالي، يؤكد التخطيط الجيد لمواجهة الدعاية الاجنبية تحت شعار «لا يلدغ المؤمن من الجحر مرتين». فالأشقاء في مالي تيقّنوا ممّن يقف معهم ومن يقف ضدهم بعد محاولة سابقة للإطاحة برجالات فرنسا في مالي كان آخرها منذ ثماني سنوات.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19634

العدد 19634

الأربعاء 27 نوفمبر 2024
العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024