حدث وحديث

حرية التطرف!

جلال بوطي
11 سبتمبر 2020

وأنا أتابع فصلا من فصول محاكمة المتهمين في الاعتداء الإرهابي على مجلة «شارلي ايبدو» الفرنسية المسيئة للإسلام انتباني شعور أن هجمات متطرفة لا قدر الله ستواجه فرنسا في الوقت القريب. وقد تشوش على أطوار المحاكمة التي ستمتد حيثياتها أياما طويلة نظرا لتعقد القضية وتشابك التفاصيل.
هنا قد يقول قائل إنني أبرر هجمات إرهابية! بحجة الدفاع عن ديننا الحنيف السمح؟ أقول لا وألف لا. أؤكد أن الإرهاب لا دين له ولا لون مهما تعددت الأسباب والظروف والحجج. لكن أقول إن المجلة الفرنسية المسيئة لنبينا الكريم تصر على فتح جبهة جديدة مع أولئك المتطرفين المتشددين الذين يطعمون هجماتهم بطعم الإسلام، والإسلام منهم براء.
غير أن إصرار المجلة الفرنسية على الإساءة وتكرار حادثة نشر الرسوم المسيئة لنبينا الكريم تزامنا مع انطلاق المحاكمة بحجة حرية الصحافة هو بحد ذاته انتهاك صارخ للحريات الإنسانية كما أنه يمثل «حرية متطرفة» والواقعة تتعدى هذا الواقع لكونها ستفتح باب التصادم واسعا مع متطرفين بعد تصريح مديرها أثناء بداية جلسة المحاكمة أنه لن يتوان في إعادة الإساءة للإسلام ويثأر لزملائه القتلى في الحادث الإرهابي سنة 2015.
كلما شعرت إدارة المجلة الفرنسية بتكدس مبيعاتها على الرفوف وفي الأزقة تختار دربا سبيلا غير درب الاحترافية والمهنية فستصطاد في المياه العكرة وتأخذ من المقدس مطية للعب أو للمساس بحرمات المسلمين فهي تدرك جيدا أن الرسول صلى الله عليه وسلم بالنسبة لسكان المعمورة سيكون صاحب سبق في القراءة، تتعمد من خلاله وضع مشنورات وصور كاريكاتورية يتقمص من خلالها شخصية النبي محمد فتباع في رمشة عين تلك الأعداد المكدسة ثم تعود إلى نومتها الأبدية بسبب عزوف القراء عن اقتناء أعدادها.
لا أحد يسمع بشارلي إيبدو منذ حادثة الهجوم عليها سنة 2015 التي تعرض لها طاقم التحرير كرد على الإساءة لخاتم الأنبياء وهاهي في نفس الفترة أو قبلها قليل تعيد نفس السيناريو بنفس الإساءة كأنها تبحث عن تضامن دولي يحمي وجهها من لعنة القراء ودفاع المسملين المستميت عن قدوتهم ونبيهم.


 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19634

العدد 19634

الأربعاء 27 نوفمبر 2024
العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024