مهولة تلك الصور التي تناقلتها مختلف المواقع الإخبارية والوسائط الاجتماعية التي تعبّر تفاصيلها عن غياب التخطيط لمستقبل قريب تتكرر كوارثه سنة بعد سنة.
إصرار على سياسة الترقيع وعقلية «البريكولاج»، ما جعل مياه أمطار صيفٍ رعدية «تكشط» الطرقات في ساعات قليلة، فترمي زفتها على جوانبها وكأنها آثار اعتداء تعرّت فيه التهيئة العمرانية لتكشف عن مقاول عجزت المشاريع التي نفذها عن الصمود أمام أولى قطرات مطر جعلها الله تعالى وداعا مبكرا لأجواء الصيف المنعشة.
في بعض الأحيان أتساءل إن كان مسؤولونا «أغبياء» لدرجة تفويت الدروس التي تلقننا إياها الطبيعة كل سنة.
هي دروس كتبتها مناطق مختلفة من ربوع الوطن في السنة الماضية خسائرها كانت كبيرة لدرجة تسجيل ضحايا جرفتهم مياه أمطار الصيف الرعدية، وككل سنة تحدّث الجميع كل من منصبه عن الاحتياطات والتدابير المتخذة لتفادي أخطاء الماضي في المستقبل، واليوم أصبح المستقبل حاضرا وماضيا يتكرر، وكأني بهم أجادوا حفظ من كل ما حدث التبريرات وإلقاء اللوم على الآخر.
هذا الآخر لن يكون سوى مسؤول، أو شخص يكون بالنسبة لهم ضعيفا لدرجة تحمّله ما لم يفعله في صمت ظالم، أو طبعا سماء أذن لها ربُها أن تنزل غيثا لكنها مطالبة باستئذان مسؤولينا لأخذ احتياطاتهم اللازمة التي عجزوا عن اتخاذها طوال السنوات الماضية، لذلك كان تسفيه المواطن والاستخفاف بقدرته على التفريق بين ما يجب أن يكون، وما هو موجود، وكيف أوجد هذا الواقع المر أمرا مرفوضا.
المسؤول غافل عن نقطة مهمة في تخطيطه للمستقبل هي أثر التغيرات المناخية الناتجة عن الاحتباس الحراري، وهو جوهر ما يحدث من كوارث على كرة أرضية تعاني ايكولوجيا بسببه، حتى أن كل الدول وضعت خطة تأخذ بعين الاعتبار هذا العامل لتفادي الأسوأ، لكن ماذا أقول ومسؤولونا لم يمكنوا بعد من تحيين قراراتهم لتجاري المعطيات الجديدة، بل عجزوا عن وضع ثقتهم في الأجدر لأنه بالنسبة لهم مجرد كفاءة تهدد وجودهم في المنصب.