الجرأة الموثوقة و«الجرة المغلوطة »

نورالدين لعراجي
05 أوث 2020

دق جرس الانذار صار حتمية، بعد الأحداث الغريبة التي عرفتها الجزائر في اوقات وجيزة ومتقاربة زمنيا، بل فرضتها احداث خيمت على فرحة العيد، فغيبت ملامحها، واجلت فريضة النحر لدى العائلات الميسورة، وحرمت المتقاعدين من جلب معاشاتهم، وتحولت السيولة الى قضية رأي عام وصارت الطوابير الهاجس الاكبر للمواطن امام البنوك ومراكز البريد، ومنهم من حمل نفسه وظل متسمرا امام ابوابها،ينتظر ان تجود عليه الشبابيك بأجرته الشهرية، غير آبه بمواقيت الحجر المنزلي وعواقبه.
تساؤل جعل المواطن في حيرة من امره، أين ذهبت الاموال بهذه المراكز البريدية وكل مسؤول يرمي منشفة التقصير على غيره.،مصالح البريد تنتقد البنوك في تخاذلها والبنوك تتبرأ من ذلك، ودفع الجزائريون ثمن التهاون والتقصير لاطراف كانت تخفي فعلا اراديا، ستكشف عنه التقارير الموثوقة وليست المغلوطة التي كانت تصل بناية الدكتور سعدان وقصر المرادية.
تزامن الأحداث مع بعضها البعض ليس صدفة ولا قدرا محتوما قلل من طموحات وآمال الجزائريين وهم يتطلعون الى جزائر جديدة، يكون فيها تكافؤ الفرص قاسما مشتركا، وليس عائقا مكرسا باللامبالاة والتهاون والمغالطات.
قبل ازمة السيولة عرفت المياه الشروب ازمة خانقة لم تقتصر على العاصمة فقط بل امتدت الى ولايات سجلت بها جائحة كورونا ذروتها القصوى، ودفع المواطن جراء ذلك ثمن اخطأء لا ناقة له فيها ولاجمل.
 الانقطاعات تزامنت مع ايام عيد الأضحى حيث تكثر الطلبات على المادة الاولية بشكل غير مآلوف ليس كسابق العهد. فأثر ذلك ايما تأثير على اجواء العيد، بل اغرق العائلات في ازمة هي في غنى عنها، لو اقتصر الامر عند هذه النقائص لكان الامر ارحما، بل انه امتد الى الطاقة الكهربائية التي تم اقتطاعها لفترات زمنية فاقت الساعات كما في جنوبنا ببسكرة وماجاورها، واقل من ساعة في العاصمة، دون سبب يذكر ولا اشعار بذلك.
غير بعيد عن المخططات الدنيئة الثلاث عرفت الغابات موجة حرائق متقاربة امتدت السنة النيران الى بعض المداشر والقرى شهدتها لاول مرة، اجبر السكان على الفرار بجلودهم تاركين البيت بما حمل.
تزامنت هذه الأحداث مع بروز ظاهرة الحرقة التي اختفت منذ الحراك الشعبي، لكنها عادت بتدفق رهيب لامواج بشرية نحو إسبانيا في سابقة لم تحدث في اعز الازمة، سواء من حيث التنظيم المحكم لرحلات الموت، التعداد البشري، التوقيت، بل وصل الامر الى حد تساؤل الصحافة الاسبانية عن ماذا يحدث في الجزائر.
المهم ان هذه الأحداث غير المسؤولة ما كان لها ان تحدث لو وجدت الرقابة والعقاب، والاهم من ذلك ان الرئيس تبون سيكون سيف الحجاج لكل من يتسبب في مثل هذه الممارسات البالية وكشف دواليب المؤامرات سيعزز من مكانته عند شعبه.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19634

العدد 19634

الأربعاء 27 نوفمبر 2024
العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024