جميل وضع قانون يحمي الطبـيب والأسرة الطبية على العموم من التجاوزات التي يتعرض لها هؤلاء أثناء تأدية مهامهم بالمستشفيات والمصحات المختلفة، وعادة ما تكون هذه الاعتداءات أسبابها تافهة، تتعلق بسوء تفاهم بين الطبيب أو من ينوبه وأهل المريض في حالات الاستعجالات الطبية التي يكون اصحابها في حالة هيسترية كبيرة، سرعان ما تتطور النرفزة لتصل الى درجة التهور والجنون ليدفع السلك الطبي ثمنها دون خيار، وفي الكثير من الاحيان يتعرض الاعوان الشبيهين في مصالح الاستعجالات الطبية الى نفس الاعتداءات ليلا ونهارا.
دعونا نعترف دون خجل ولا حياء، ان مستشفياتنا تعاني الكثير من الامراض البيروقراطية التي تفشّت طيلة حقب زمنية متباينة، نتيجة لتراكمات وإفرازات كرّسها غياب الضمير المهني وانتشار ثقافة اللامبالاة في كل الاوساط المثقفة والدونية منها، وهذه السلوكيات صارت ماثلة امام الجميع كأنها من أبحديات العمل الطبي في هذه المستشفيات، والتي يجب ايضا اصلاحها وردع الصور السلبية التي تظل لصيقة بفئة من الاطباء والممرضين امام توسلات المرضى وهم بين ايديهم، غير آبهين بهم.
جميل وضع هذه الترسانة القانونية من الاجراءات الردعية والجزائية لمحاربة الظاهرة وحماية الجيش الابيض من اعتداءات تسيء اليهم كنخبة وتمتثل للمبادىء السامية لحقوق الانسان، لكن علينا أيضا اعادة النظر في وضع قانون يحمي المريض من الإهمال وقانون يسقف الأسعار عند الخواص.
والأجمل أيضا قبل هذا وذاك، حفظ كرامة المريض من التسول في المستشفيات.