سلوكيات غير أخلاقية يواجهها المستهلك، كلما اقترب عيد الأضحى المبارك، والسبب تحايل بعض الباعة والوسطاء الذين يستعملون كل ما طرأ من حيل جديدة لاستنزاف جيوب زبائنهم، فنجد بعض الموالين أو الدخلاء على تجارة الماشية من باعة موسمين ومضاربين، من يحرصون على تغذية «الكباش» بمادة الخبز ثم يقدمون لهم الماء، وبعد ذلك يعرضونهم على الزبائن، فيبدو الخروف أو الأضحية بحجم أكبر تغري المشتري، وبعد نحر «الكبش» يكتشف المستهلك أنه خدع بطريقة يمكن وصفها بغير أخلاقية، وبعيدة عن السلوك النزيه الذي من المفروض التحلي به.
وفي تجاوزات تنم عن نية النصب والاحتيال لدى بعض التجار، نجد أن بعض الزبائن يدفعون جزء مسبق من ثمن «الأضحية» أي «العربون»، ويحددون الخروف بعلامة مميزة، وأحيانا أخرى يسددون ثمنه كاملا، وبسبب ضيق المنزل يترك لدى التاجر إلى غاية عشية يوم العيد، لكن في تلك الأمسية التي لا يفصلنا فيه العيد سوى ساعات قليلة يتفاجأ المستهلك أن «كبشه» غير موجود، فينصدم بحقيقة أنه تم بيعه بالخطأ لزبون آخر من طرف ابن التاجر، ويحاول التاجر مراضاته بعرض خروف آخر أضعف من الأول وأقل حجما وجودة، فلا يجد الزبون إلا القبول على مضض وبامتعاض كبير، وأحيانا تنشب حرب كلامية وشجار بالأيادي ينهيها أهل الخير بفض النزاع ومراضاة الخصمين.
وعادت مرة أخرى تجارة الأعلاف التي انتعشت ونمت داخل الأحياء وعلى مستوى الطرقات السريعة بشكل فوضوي، وباتت تجارة مربحة بعيدة عن أعين الرقابة حيث كمية قليلة من «العلف» يتم تسويقها بسعر 200 دج، وهناك من يسوق الكيس الذي لا يكفي الكبش يومان بثمن 400 دج، حيث تسوق الحزمة الكبيرة من العلف بما لا يقل عن 1800 دج، واتسعت هذه الأيام هذه التجارة التي يقودها أطفال وشباب من مختلف الأعمار، والمستهلك من يدفع ثمن هذا الغلاء.