لا تزال أرقام الإصابات بفيروس كوفيد 19 تصنع الحدث الصحي في الجزائر، ولا تزال قائمة الوفيات هي الأخرى مفتوحة، يتزايد أصحابها كل يوم عبر عديد الولايات، فيما تسجل حالات الشفاء هي الأخرى منحى تصاعدي.
في بداية الاجتياح الكوروني مطلع شهر مارس، قيل لنا إن دراجات الحرارة المرتفعة تساعد في القضاء على حياة الفيروس لمدة العشر دقائق أو ما يزيد، إلا أن التقلبات الجوية في شهري مارس وأفريل، أبانت الوجه الحقيقي لفصل الشتاء الذي لم نشهد منه إلا التسمية بعد أن جاء متأخرا، وبأثر رجعي أغرق المدن وفاضت السدود النائمة، وارتوت الأرض بعد عطشها ونبت الحرث المتأخر.
حياة الفيروس بقيت في حدود معدلها الذي عرفناه منذ الاجتياح الأول للوباء بدليل، أن عدد الإصابات في تزايد مستمر كل يوم، بل فاق معدل الذروة مقارنة بما سبق تسجيله، وما نعيشه اليوم من خطر حقيقي جراء اجتياح كوفيد 19 دليل على أن الحرارة لا تقضي عليه وحدها ما لم يلتزم الإنسان بتعليمات الحذر والحيطة، ففي أسبوع واحد، ارتفع معدل الإصابات إلى ثلاثة ألاف إصابة وما يزيد، بينما تجاوز العدد الإجمالي للوفيات ألف وفاة، ونحن نعيش في عز حرارة فصل الصيف، الفيروس زاد جنونه وانتشاره وصلت خطورته إلى إصابة الاطفال الصغار.
الفيروس اللعين لا يفرق بين الفصول، جاء في الشتاء فقيل لنا إنه سيزول في الصيف، لكنه تفاقم أكثر بكثير مما كان عليه في سابق عهده، أغرق البشرية في فلسفة الموت، وصار كما الشبح لا يفرق بين الفئات العمرية، يتسلل إلى أجسادنا حيثما كانت اللامبالاة والاستهتار،ويخشى الولوج إلى أجسام راهنت على الحيطة والحذر، وها هي حرارة الصيف في أوجها ترتفع يوما بعد يوم، ولم يغننا ذلك عن تزايد الإصابات شيئا، ما لم نقرر بأنفسنا الامتثال الطوعي للحجر المنزلي كل واحد من مكانه دون أن تجبرنا الإدارة على فعله.