سلوكيات في قفص الاتهام

دهاء ومُكر الباعة!

فضيلة بودريش
22 جويلية 2020

رغم الحجر الصّحي المفروض بين الولايات، والحذر القائم وسط العديد من المواطنين لتجنب انتقال الفيروس، بتقليل الاحتكاك مع العالم الخارجي، إلا للضرورة القصوى، إلا أن العديد من تجار الماشية والسماسرة والوسطاء تمكنوا من إدخال أعداد معتبرة من أضاحي العيد، وعرضها بأسعار متباينة يصل سقفها إلى 65 ألف دينار في الكثير من الأحيان، وانتعشت معها تجارة العلف، على حافة الطرقات بعدة بلديات على مستوى العاصمة، حيث يصطف أطفال وشباب من مختلف الأعمار، ويعرضون سلعتهم بسعر موحد وكأنك في سوق شرعي منظم..Ị
 الملفت للانتباه والمدهش سلوكات بعض الباعة الذين لا يكتفون برفع الأسعار والرفض من التخفيض من ثمنها بحجة أن عدد الماشية التي تم جلبها هذه السنة من الأرياف والولايات الداخلية ضئيل جدا، ويمكنه أن ينتهي بسرعة البرق على خلفية أن العرض قليل ومن يصل متأخرا لن يعثر على أضحية. وإنما عندما يلحظون أن المشتري بدأ يفحص «الخرفان» بطريقة صحيحة وذكية تعكس خبرته ودرايته بالنوعية الجيدة، يسارع التاجر أو الموال باختيار أفضل خروف لهذا المشتري بدهاء وفطنة تنمّان عن مكر، حتى يمنع الزبائن الآخرين من الانتباه لتلك التقنية الخاصة، وبالتالي ملاحظة الطريقة الأمثل التي يمكن من خلالها اقتناء «الكبش»الأجود.
صحيح أن أزمة فيروس «كوفيد19» حالت دون تحديد نقاط بيع شرعية، تجنبا لأن تتحول الأسواق إلى فضاء ملغم بالأخطار تنقل عبرها العدوى، لكن السماسرة والسوق الموازية، وجدوا ضالتهم بعد أن خصص البعض منهم مرأبا وسط أحياء سكنية لتسويق أضاحي العيد، وفرض السعر الذي يرونه مناسبا لجني أرباح طائلة، والضحية دون شك المستهلك الذي لن تكون أمامه خيارات كثيرة في عملية الاقتناء بسبب لهيب الأسعار وقلة العرض، مع ورود خطر الفيروس خلال احتكاكه بتجار الماشية أو الوسطاء والتجار الموسميين.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19634

العدد 19634

الأربعاء 27 نوفمبر 2024
العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024