عادت رئيسة حزب اليمين المتطرف ماري لوبان لتطل علينا بتصريحاتها الاستفزازية والعنصرية للهروب من مواجهة الحقيقة التاريخية لماضي بلادها الموسوم بالعار والجرائم ضد الإنسانية، وهي التي كانت تتغنى بشعار «الأخوة، الحرية والمساواة».
لكن هيهات فالتاريخ سجل لها أبشع جرائم القرنين 19 و 20 ، فمجازر الظهرة، أولاد رياح و8 ماي 1945 بسطيف، قالمة وخراطة، ومجازر 17 أكتوبر 1961 وأخر جريمة ما تزال تحصد أرواح الجزائريين الأبرياء التفجيرات النووية بصحراء الجزائر.
فعودة رفات 24 شهيد من زعماء المقاومة الشعبية صعقتها، فلم تهضم رؤية شهدائنا يعودون إلى أرضهم الطاهرة التي حرمها أجدادها السفاحون من دفنهم فيها، وهجروا بقية الجزائريين ليستولي عليها المستوطنون الذين استقدمتهم من سجون أوروبا.
هي معروفة لدى العام والخاص بكرهها الشديد وحقدها الدفين على الجزائر وكل ما هو جميل فيها، متناسية أن والدها كان من بين المجرمين الذين اغتصبوا وطننا ونهبوا كنوزه التي تم تحويلها إلى فرنسا لتطوير اقتصادها الذي كان متدهورا، وأكبر مجرم حرب له سجل حافل بتعذيب الجزائريين.
تتحجج بأن إلحاح المسؤولين الجزائريين على طلب فرنسا الاعتذار للفترة الاستعمارية بأن هدفه إخفاء المشاكل الاقتصادية والاجتماعية التي تعانيها الجزائر وتحويل الأنظار عنها، وأنه 60 سنة بعد الاستقلال لم نحقق أي تنمية، فالأجدر بها أن تهتم بمشاكل بلادها التي تتخبط فيها، ومظاهرات السترات الصفراء التي قامت الشرطة الفرنسية بقمعها، تتحدث عن اقتصادنا وأغفلت أن برج إيفل شيّد بحديد الشلف، أرجعوا لنا أموالنا التي نهبتموها إبان الاحتلال وعلى رأسها كنز القصبة لتطوير اقتصادنا.