تطلّبت الوضعية الوبائية للبلاد تحرّكا سريعا يتماشى وما سجّلته لجنة متابعة تفشي فيروس كورونا من تراخي وتخاذل المواطنين في احترام الإجراءات الوقائية والتدابير الاحترازية، فكان ارتفاع عدد الإصابات الجديدة بشكل متسارع بعد تسجيل انخفاض وصل الى اقل من مئة إصابة جديدة في 24 ساعة، سببا وجيها لاتخاذ تدابير أكثر صرامة في الولايات المتضررة من اجل عكس اتجاه منحى الإصابات نحوالأسفل.
جاءت التدابير في سياق أهم ما تميزت به الإصابات الجديدة، وهي إصابات عائلية أي أن محيط انتشار العدوى عائلي وبين الأقارب، ولعل حفل الزفاف الذي حضره 90 شخصا في احدى الولايات أثبتت نتيجة اختبار الكشف أن 80 منهم أصيبوا بالعدوى يعكس بصدق النتائج الوخيمة التي يسبّبها رفع صلة القرابة فوق إجراءات الوقاية.
يتخيل البعض أن الامن يعني سلاح وحرب لكن الامن له معاني كثير من بينها الامن الصحي، الذي يعتبره الخبراء أحد المهددات القوية للأمن القومي ليس في الجزائر فقط بل في العالم أجمع لما يواجهه من خسائر بسبب الفيروس التاجي، كيف لوطنية يتغنى بها الجميع أن تؤدي بنا الى ارتفاع جنوني في عدد الإصابات، كيف لمواطن أن يجعل من لا وعيه واستهتاره سلاحا موجّها ضد بلده، كيف لمواطن أن يحوّل نفسه الى قنبلة موقوتة تتفجر عدواها في أي وقت يكون ضحايا انفجارها الاهل والاقارب، ألا يمكن اعتبار ذاك الشخص الذي يتهاون بإجراءات الوقاية رغم علمه باحتمالية إصابته بالعدوى انتحاري ملغّم بكوفيد 19؟!