عادت الجماجم إلى الأرض الطاهرة

محمد فوزي بقاص
03 جويلية 2020

عادت الجماجم إلى الأرض الطاهرة العنوان الأبرز لانتزاع جماجم شهداء قادة المقاومات الشعبية في الجزائر الذين قاوموا الاحتلال الفرنسي الغاشم في بداياته وضحوا بالنفس والنفيس، ممهدين الطريق لاندلاع ثورة نوفمبر المجيدة التي استعادت بها الجزائر حريتها بعد قرن ونصف من الاستدمار والاضطهاد الفرنسي الذي استعملت فيه أبشع صور القتل والتعذيب في حق أجدادنا الأبرار.
بعد أكثر من 170 سنة عن فصل رؤوسهم عن أجسادهم وقطع البحر الأبيض المتوسط بهم وعرضهم في متحف الإنسان بباريس متباهين بإنجازهم أمام الشعوب، أعاد الرئيس تبون الاعتبار لرفات 24 شهيدا من كبار قادة المقاومة الشعبية في الجزائر، ليتوسدوا وطنهم، التراب المطهر بدماء الثوار والأحرار، بعد حرمانهم من حقهم الطبيعي والإنساني والديني في الدفن حتى لا يكونوا قدوة لغيرهم ورموزا من رموز المقاومة التي تواصلت إلى غاية استعادة الحرية بقوة السلاح.
ويكون عيد الاستقلال الثامن والخمسون عيدين، ويصنع من الخامس جويلية 2020 محطة حاسمة في تاريخ الجزائر، بعد النصر الجديد الذي حققته الجزائر المستقلة على فرنسا، نصر جاء بعدما تم تعبيد الطريق لتحقيق انتصارات أخرى في ثورة ملف الذاكرة، وهو ما يترجم الإرادة السياسية للدولة الجزائرية تجاه التاريخ.
استعادة رفات وجماجم أجدادنا سيمهد الطريق لفتح ملفات عديدة عالقة يتقدمها الاعتراف بالمجازر الشنعاء التي ارتكبها جنرالات الجيش الفرنسي على غرار مجازر الثامن ماي 1945، وملف التفجيرات النووية بالصحراء، واستعادة الثروات المنهوبة بينها أرشيف الجزائر الذي يعد غنيمة حرب لا قيمة لها لتاريخ الجزائر تزين بها فرنسا متاحفها ومكتباتها.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19524

العدد 19524

الإثنين 22 جويلية 2024
العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024
العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024