فتحت (صفقة القرن) شهية الكيان الإسرائيلي المحتل لالتهام المزيد من الأراضي الفلسطينية بمباركة وتشجيع من الرئيس ترامب شخصيا، الذي أعلن اعتراف بلاده بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني وأمر بنقل سفارة واشنطن من تل أبيب إلى القدس المحتل، في سابقة خطيرة لم تقدم أي من الحكومات الأمريكية المتعاقبة عليها وهذا بعدما استطاع اللوبي الإسرائيلي الوصول إلى المكتب البيضاوي عبر غاريد كوشنر، صهر الرئيس الأمريكي ومستشاره الشخصي، الذي أجمع الكثير من المراقبين على أنه مهندس (صفقة القرن) التي جاءت ليس فقط لإنهاء حل الدولتين ولكن لإنهاء ما تبقى من الوجود الفلسطيني على أرض فلسطين.
اليوم يشرع الاحتلال الإسرائيلي في الاستيلاء على أجزاء من الضفة الغربية تنفيذا لبنود صك الاحتلال الجديد المسمى «صفقة القرن» وما هي إلا بداية لالتهام المزيد من الأراضي الفلسطينية وصولا إلى غور الأردن من أجل الضغط على الفلسطينيين ودفعهم نحو موجة النزوح لاستكمال ما استهل في 1948 وها نحن نعيش تفاصيل «النكبة الثانية» التي ستؤدي إلى استكمال تشريد وتهجير ما تبقى من الفلسطينيين وطمس كل أثر لوجودهم على أراضيهم المحتلة برعاية ومباركة أمريكية بعدما كانت النكبة الأولى برعاية بريطانية؟
نتانياهو لا يريد انتظار الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الأمريكية حتى لا تضيع عليه فرصة وجود ترامب في البيت الأبيض لاحتلال المزيد من الأراضي الفلسطينية والعربية، خاصة بعدما تلقى الضوء الأخضر من ترامب الذي أعلن أن إداراته لا تعتبر الجولان أراضي محتلة، بمعنى واشنطن لا تعترض على احتلال إسرائيل للمزيد من الأراضي ؟، كما أن ناتنياهو لن يجد ظروفا دولية أحسن لذبح الشعب الفلسطيني في الوقت الذي ينشغل فيه العالم بجائحة كورونا؟.
الأكيد أن ترامب لم ولن يتوانى عن تشجيع المروق والتمرّد الإسرائيلي على الشرعية الدولية بل يجاهر بمعصية دعم وتبرير تغطرس الكيان المحتل ودفعه إلى ارتكاب المزيد من التجاوزات والدفع بالأمور إلى المزيد من التعفّن والاحتقان، في خطوات ستدق آخر مسمار في نعش (السلام).