كلمة العـدد

الفرصة...

حبيبة غريب
28 جوان 2020

أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي أحسن وسيلة لطرح الانشغالات والتعبير والنقد والمطالبة بالتغيير للأفضل، وجعل الكثير من المثقّفين من هذه الوسائط الرقمية، منابر للتعريف وإبراز مواهبهم للإفصاح عن مشاكلهم وطموحاتهم وإطلاق نداءاتهم عند الحاجة.
هذه النّداءات في زمن فيروس كورونا وجدت لها صدى من قبل الوزارة الوصيّة، فتغيّرت أحوال صحية واجتماعية من السيّء إلى الأحسن، واتّخذت قرارات على أعلى مستوى لفائدة فنانين أنهكهم المرض، ومثقّفين همّشتهم الحياة وابتعدوا عن الأضواء، هؤلاء الذين أطلقوا صرخات استغاثة تداولها روّاد مواقع التواصل الاجتماعي، واستمعت إليها السلطات...
كما فتحت أمامهم الأبواب لأول مرة وأخذت مواهبهم بعين الاعتبار، فكانت في حقهم التكريمات والوعود بفرص أكثر تسمح لهم بالتطور والإبداع في المستقبل القريب..
بالرغم من خطرها وآثارها السلبية الوخيمة على الصحة والاقتصاد والوضع الاجتماعي، إلا أن أزمة كورونا عادت على المشهد الثقافي بفرصة للانتعاش وبقوة افتراضيا، استغلّها الكثير من رجالات الثقافة للتواصل مع جمهورهم دون حدود جغرافية وبأقل التكاليف المادية، كما استغلت أيضا للمطالبة بتحسين الأوضاع المهنية والاجتماعية وحفظ الحقوق ورد الاعتبار وحماية التراث والحق في المشاركة في الأنشطة الافتراضية من مهرجانات ومعارض وملتقيات التي تعدها وزارة الثقافة، مطالبين إيّاها بعدم الإقصاء وفتح الأبواب أمام الجميع.
هنا يطرح السؤال نفسه: ماذا بعد أزمة كورونا؟ هل سيعود المشهد الثقافي إلى أنشطته العادية أم يستمر في استخدام الوسائط الرقمية؟ وهل ستنظّم  مهرجانات وملتقيات على أرض الواقع بالموازاة مع نظيرتها الافتراضية؟ وهل ستبقى مواقع التواصل الاجتماعي منابر للتعبير ومرآة عاكسة لحال المثقّف، تنظر إليها الوزارة الوصية للاطلاع على ما يجول بقرارة نفسه والنظر في كيفية تقديم العون له وجبر خاطره؟

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19634

العدد 19634

الأربعاء 27 نوفمبر 2024
العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024