تواجه فلسطين مؤامرة أخرى تجد أثرها في مخطط «سايسبيكو» اللّعين، بمحاولة الكيان الإسرائيلي الصهيوني، اللّعب على انشغال العالم بمواجهة فيروس كورونا «كوفيد-19» وتهلهل الوضع العربي، سرقة، مرة أخرى، أراض من الضفة الغربية التي تكاد تختنق ديمغرافيا بنفس المعانة التي يعيشها سكان قطاع غزة.
قوى السلام والعدل عبر أكثر من عاصمة كسّرت جدار الصمت، معلنة رفضها للجريمة التي تحاك بمباركة من قوى فاعلة في صناعة القرار الدولي تعمل على إبعاد القانون الدولي إلى حين تنفيذ مشروع السطو على آخر ما تبقى لشعب عانى ويلات التشريد والإرهاب والمطاردة.
بالرغم من مسايرة الفلسطينيين، على اختلاف توجهاتهم السياسية والإيديولوجية، إلى سقف لا يمكن التنازل أكثر، خاصة في ضوء تداعيات اتفاق أوسلو والمبادرة العربية، إلا أن الطرف الآخر، مما يعرف بمعادلة «السلام» مدعوما بشركائه التقليديين، يفضل الاستثمار في المغالطات والقفز على الحقائق التاريخية والقانونية لمواصلة مشروعه الخطير، بجعل كل المنطقة على صفيح ساخن يهدد ما تبقى من أمل للسلام.
الموقف الإنساني والقانوني لقوى السلام في العالم قد يكبح، ولو قليلا، مسار مؤامرة القرن بعد أن تجسدت بعض فصولها في لحظة فارقة ألقى فيها الرئيس الأمريكي بثقله لصالح «إسرائيل» في مسألة القدس، المحصنة وفقا لقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة، التي تبقى الضامن الأول للشرعية والأمين على حق الشعوب في تقرير مصيرها.
إن هذا الحق الذي انكمش في مساحته الجغرافية وبعده في معانيه القانونية بالنسبة للشعب الفلسطيني، لا ينبغي أن يسقط من أجندة الأمم المتحدة، خاصة على مستوى مجلس الأمن، ضمان الأمن والسلم الدوليين، لتحافظ على رسالتها وتفعّل ثقلها في إعادة صياغة حل عادل ينتشل الشعب الفلسطيني من وضع هو عار في جبين الإنسانية والعالم المتحضر المزعوم، الذي أسقط عنه فيروس كورونا قناع التزوير والابتزاز.
كيف لا، والشعب الفلسطيني المنقسم على نفسه في صورة لا تشرف تاريخه النضالي وتضحيات أجيال متعاقبة، لا يزال يواجه اليوم خطر الاحتلال وتداعيات «كوفيد-19»، أملا في أن ينتهي كابوس العنصرية التي فاقت «الأبارتايد» في جنوب إفريقيا زمن هيمنة البيض إلى أن انتصر الحق والسلام بفضل النضال المستمر والتضحيات وكذا قرارات دولية واكبت النضال البطولي بقيادة الزعيم مانديلا.