حالة من التراخي واللامبالاة يشهدها الشارع الجزائري الأسابيع الأخيرة في التعاطي مع جائحة كورونا، كما أن السلوكات الوقائية بدأت تتلاشى تدريجيا والناس يتصرفون بشكل يوحي بأن "كوفيد 19" قد تلاشى بينما إلى حد هذه الساعة لا يزال الوباء الذي شذّ عن كل القواعد ويكفي أنه وباء ليس له دواء بعد؟.
مظاهر التراخي بل التهوّر أصبحت مشهدا يوميا، لا ارتداء للكمامات ولا احترام لمسافات الوقاية، ماعدا قلة مازالت متمسكة بسلامتها وسلامة الآخرين.
التدافع في وسائل النقل العمومي أصبح هو الآخر مشهدا يوميا علاوة على أن الحافلات وعربات الترامواي مملوءة عن آخرها ولولا أعوان أمن الترامواي الذين يجبرون الركاب على ارتداء الكمامات لما وضعها أحد؟.
لقد بيّنت جائحة كورونا حجم استهتارنا وتسيّبنا، فهل هانت على الجزائري نفسه حتى يعرّض حياته وحياة الآخرين لخطر الموت بهذه الطريقة، في حين كان يكفي الالتزام ببعض الإجراءات الوقائية البسيطة لتفادي الأسوأ ولكن كم هو عدد من تسببوا في إيذاء أقرب الناس إليهم، بل في هلاك آبائهم أو أفراد من أسرهم اختناقا ناهيك عن الذين كانوا سببا في إبادة عائلاتهم عن بكرة أبيها بسبب الاستهتار أو الاعتقاد بأن "كورونا" مجرد خرافة أو أكذوبة؟.
لم يشهد العالم أخبث من هذا الوباء الذي تفشّى بيننا وقفز من قارة إلى أخرى دون ضجيج وبسرعة البرق ليشّل العالم أجمع وتساوت في ذلك الدول الغنية والفقيرة وأملى إجراءات غير مسبوقة لم تملها حتى الحروب مثل غلق البر، الأجواء والبحار وفرض أنماط جديدة للتواصل الافتراضي ليجبر بعدها هذا الوباء المتلوّن على دول، اتخذّت إجراءات لرفع الحجر الصحي للتقليل من الضنك الاقتصادي والمالي إلى إعادة النظر في قرارات كثيرة مثل الصين التي اعتقدنا أنها قطعت شأفته ههي تعيد غلق المدارس وتعيد إخضاع الملايين لاختبارات العدوى.
الأكيد أن مناسبة عيد الفطر المبارك تكون قد أخذّت نصيبها من العدوى وقد يكون هذا الارتفاع في أعداد الموتي والمصابين راجع إلى تبادل الزيارات العائلية مما شكّل سانحة لانتشار الوباء بشكل أوسع لأن الكثيرين لم يتخلوا عن القبلات والعناق لتقديم تهاني العيد رغم أن ذلك يضاعف من احتمالات العدوى، فمتى نتعظ ونتصرف بمسؤولية حفاظا على أرواحنا وأرواح الآخرين؟