تتوالى سقطات مسيري كرة القدم الجزائرية وتبرز العشوائية واللامبالاة في أمور تعكس المستوى الهزيل الذي بلغته الرياضة الشعبية رقم واحد في «زمن الاحتراف».. كيف لا ونحن نتابع فضيحة جديدة عنوانها: «عدم الوقوف» الى جانب لاعب كاد أن يفقد حياته فوق الميدان وهو يمارس مهنته لاعبا.
يتعلق الأمر بلاعب مولودية بجاية، عبد الرزاق بلال، الذي تجاهله الجميع مباشرة بعد تعرضه لإصابة خطيرة على مستوى الرأس.. وبقي يصارع المرض وحيدا متحملا تكاليف إجراء عمليتين جراحيتين دون تدخل ناديه وبعيدا عن اهتمامات المسيرين الذين تخلوا عنه..
أكثر من ذلك، فإن اللاعب المعني حُرم من راتبه لمدة طويلة في صورة سوداء لواقع يطرح العديد من الاستفهامات حيث اضطرته الظروف الصّحية والمادية الصعبة الى توجيه رسائل استغاثة من أجل النظر في حالته المزرية.
كيف لنا أن نتحدث عن تطوير كرة القدم في ظل كل هذه «الشوائب» الغريبة والتفكير الأناني الذي جعل أنديتنا عبارة عن «آلة للبحث عن النتائج والمكاسب المالية وكفى» دون أخذ الأمور بجدّية واحترام بنود العقد الذي يمضيه اللاعب مع فريقه.
الثغرات التنظيمية أكدت أننا نسير عكس منطق الاحتراف وبسرعة فائقة.. وتبقى النقاط التي يحملها دفتر الشروط حبرا على ورق .. كون الواقع يبعدنا باستمرار عن أبجديات التسيير الاحترافي للأندية.
ففي كل بداية موسم يتسابق هؤلاء المسيرون لاصطياد العصافير النادرة مقابل مبالغ خيالية ( موعودة).. والتي تبقى في معظم الأحيان في «الخيال»، بحسب تصريحات كثير من اللاعبين، كونهم يقعون في دوامة اللّهث وراء الحصول على الراتب في سيناريو يتكرر لدى معظم النوادي، والنتيجة أن ملفات بالجملة «تحط» على مكتب لجنة المنازعات التابعة لـ «الفاف» .
ورغم العقوبات التي اتخذتها الهيئة المذكورة، إلا أن «تقاليد اللامبالاة» مازالت قائمة وتزداد حدّتها، خاصة وأن في القضية المطروحة بخصوص اللاعب بلال متعلقة بغياب «حس إنساني قبل أن يكون التزاما ماديا في فريق يفترض أنه يشارك في منافسة ضمن «رياضة جماعية» ؟؟؟