وكالة الأمن الصحي.. جسر لما بعد كورونا

سعيد بن عياد
14 جوان 2020

يعول على الوكالة الوطنية للأمن الصحي في إعادة صياغة مسار عصري للمنظومة الصحية بكافة جوانبها وأساس الوقاية من الأمراض والأوبئة على شاكلة فيروس كورونا الذي وضع الحقائق في الواجهة مظهرا مدى أهمية الاعتناء بالإنسان باعتباره مصدر الإنتاج وحجر الزاوية في المجتمع، خاصة لما تكون لديه تطلعات كبيرة لمواكبة التغيرات التي تفرضها العولمة لتفادي الوقوع في مصيدة قوى النفوذ.
من خلال الأسماء البارزة التي تضمها الوكالة يمكن توقع إنجاز الأهداف المسطرة لبناء بنية الأمن الصحي من خلال إشراك جميع القطاعات المعنية وتنسيق البرامج المتعلقة بالوقاية والتصدي للتهديدات ومخاطر الأزمات الصحية كما أوضحه بيان رئاسة الجمهورية، معلنا تنصيب الرئيس تبون، أول أمس، كل من البروفيسور كمال صنهاجي رئيسا، وإسماعيل مصباح نائبا، وإلياس زرهوني مستشارا.
ويتمثل الهدف الجوهري لعمل الوكالة في العمل على «ترقية الصحة العمومية لتستجيب للطموح المشروع للمواطنين في منظومة صحية متطورة تضمن رعاية نوعية بمقاييس عالمية» ويكون بالتأكيد لأعضائها البصمة العلمية والاحترافية المرتقبة لتقديم الإضافة المطلوبة، من خلال الاستفادة من تراكم تجارب تطبيقية في البحث العلمي وتوظيفها لخدمة الصحة العمومية في الجزائر، خاصة، في ضوء تداعيات وباء كورونا الذي أعاد ترتيب الأولويات في العالم برمته.
لقد وضع الوباء جميع البلدان في طوارئ أظهرت فيها الجزائر قدرة على التصدي للفيروس، الذي بقدر ما فرض هواجسه الرهيبة فإنه أعاد الثقة للكفاءات الوطنية بوسائل قليلة وفي مناخ مهني واجتماعي صعب ومعقد، لتتموقع عن جدارة في الصدارة فرفعت التحدي في ظل إلقاء الدولة بكل ثقلها في معركة الحياة التي تضمنها بنية صحية وطبية متكاملة.
هذا المكسب التنظيمي أكبر من مجرد هيكل إضافي، وإنما يندرج في امتداد العمل المتدرج الذي تم إرساؤه تزامنا مع الوباء بإحداث اللجنة العلمية لرصد ومتابعة كوفيد-19، التي تعمل بمنهجية بجانبيها العلمي والإحصائي لتوفير المؤشرات على كافة المستويات وطنيا وفي كل الولايات، لرسم صورة دقيقة وشفافة حول الإصابات الوبائية مما يؤسس لبنك معلومات مطلوبة في التشخيص الشامل وتحدي الجوانب الخفية للوباء وانتقال العدوى من جانب وتقييم أدوات الوقاية ذات الصلة.
ينبغي إدراك أهمية تأثير الأوبئة على أمن وسلامة الشعوب من خلال استنتاجات وتقديرات أرقام الإصابات بالوباء من طرف منظمين ومراكز تؤثر في القرار الدولي لغايات لا تخدم الصحة كما أشارت إليه لجنة كوفيد مستغربة تصريح مديرة المكتب الإقليمي لإفريقيا لمنظمة الصحة العالمية الذي تلاعبت ببيانات اللجنة العلمية اليومية مفندة استنتاجاتها الانتقائية، ما يستدعي تعزيز جدار الأمن الصحي الوطني بتكاتف جهود مختلف حلقات المنظومة الوقائية بكل أدواتها العليمة والطبية.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19626

العدد 19626

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19625

العدد 19625

الإثنين 18 نوفمبر 2024