خط وطني لتنظيم مطلبي

جمال أوكيلي
24 جوان 2019

تراكمات تسيير العمل النّقابي بالاتحاد العام للعمال الجزائريّين أدّى إلى رحيل القيادة برئاسة عبد المجيد سيدي السعيد زادت في حدّتها الحركات التّصحيحيّة منها ما كان ظاهرا كالتي بادر بها حمارنية أو التي خنقت في المهد وبقيت لسنوات طويلة عبارة عن مواقف فردية حاضرة بساحة مقر هذا التّنظيم بأول ماي.
هذا التّشخيص العام نخر جسم المركزية النّقابية في صمت تام، وكانت القيادة تسلك سياسة الهروب إلى الأمام وتأجيل الحسم في المسائل التّنظيمية المتفاقمة مهما كلّفها مع مرور الوقت متاعب لا حصر لها تجلّت في النّزاعات القاتلة بين الأمناء الوطنيّين المكلّفين بالاشراف على إدارة قطاعات حسّاسة وشائكة والعمال، هذا من جهة ومن جهة أخرى إفراغ الاتحاد من الاطارات والكفاءات والمهارات قابعة اليوم في بيوتها للأسف بناءً على ما قلناه فإنّنا لا نستغرب من استعمال الوافد الجديد على مبنى الاتحاد السيد لباطشة مصطلحات «التّصحيح»، «الانحرافات»، «الأخطاء» هذا في حد ذاته إقرار بأنّ «تسييس» المركزية النّقابية أخرجها عن مهامها الحقيقية، وما على المسؤولين المنتخبين إلا العودة إلى منابع تأسيس هذا التّنظيم العمالي ألا وهو الدفاع على مصالح هذه الفئة أمام باقي النّقابات الأخرى، علما أنّ الفروع النقابية التابعة للاتحاد اليوم تعاني من هجرة جماعية نحو أطر عمالية أخرى، فكيف العمل هنا يا ترى؟
ما ينتظر لباطشة ليس أمرا هيّنا خاصة ما تعلق بنقل الاتحاد من «لجنة مساندة» إلى «تنظيم مطلبي» قائم بذاته ومحافظ على سمعته لا يندمج في توجه الباترونا وأرباب المال والأعمال كما كان الأمر في السابق، بل له خطّه المعروف به نقابيا سيكون على مسافة واحدة مع باقي النّقابات الأخرى في حماية مناصب العمل والقدرة الشّرائية، والتّواجد في الميدان والحفاظ على المكاسب الاجتماعية.
إعادة الاتحاد إلى المشهد النّقابي يستشف من خلال ورقة الطريق التي سيعرضها لباطشة لاحقا، وعليه يمكن معرفة توجّهات العمل النقابي مستقبلا بعد تعهّدات الأمين العام الجديد، بإنزال القيادة الى الميدان وتفادي البقاء أو رؤية الناس من تلك الأبراج العاجية والشروع في تغيير الوجوه التي أساءت الى هيبة الاتحاد بالثراء غير المشروع أو تلك التي لها سوابق أو متابعات قضائية لا يحق لها تمثيل العمال بعد أن أغلقت الأبواب في وجوههم من قبل.
إنّها حقّا طفرة في مسيرة هذا التّنظيم العتيد أرسى قواعده النقابي الفذ عبد الحق بن حمودة ـ رحمه الله ـ عندما ترك ذلك الفاصل أو الهوامش في تعامله مع الآخر خلال المفاوضات سواء خلال الاصلاحات الاقتصادية والاجتماعية في
«الثلاثية»، حصل على مكتسبات تاريخية خاصة للمتقاعدين وباستشهاده كان النّقابي المكلّف بالمنازعات بوعلام بوزيدي ـ رحمه الله ـ مرشّحا لاستكمال هذا الخط، إلا أن الأقدار لم تمهل أحد فما أشبه اليوم بالبارحة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19526

العدد 19526

الأربعاء 24 جويلية 2024
العدد 19525

العدد 19525

الثلاثاء 23 جويلية 2024
العدد 19524

العدد 19524

الإثنين 22 جويلية 2024
العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024