«النوموفوبيا»

احذر الانفصال عن واقعك

بعد أن اجتاحت الهواتف الذكية عالمنا، أصبح الكثيرون يشعرون بعدم الارتياح عندما يتواجدون بعيدا عن هواتفهم المحمولة، ولو لفترة قصيرة من الزمن، وبناء على هذه الحالة يعتقد العلماء بأنهم وجدوا تفسيرا لهذا الشعور.
وقد وجدت دراسة جديدة أن «القلق من الانفصال عن الهاتف الذكي» لا يتعلق بعدم القدرة على إجراء المكالمات، ولكن الأمر مرتبط بتعلق الهواتف الذكية بالتخزين الرقمي للذكريات.
وبالنسبة لكثير من الناس فإن النشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي هو جزء من الطريقة التي يعيشون بها مع هواتفهم، وكيفية تأثيرها على وجودهم، وهذا هو سبب الشعور بفقدان أحد أطراف الجسم عندما يظل الشخص من دون هاتف.
ووجدت جامعة سونغ كيون كوان وجامعة سيتي في هونغ كونغ، أن هذه الحالة المعروفة باسم «النوموفوبيا»، تزداد سوءا كلما أصبح مساعدنا الرقمي أكثر خصوصية.
وتشمل أعراض «النوموفوبيا» أو مرض «رهاب الانفصال عن الهاتف الذكي»، عدم القدرة على التوقف عن استخدام الهاتف، وتصفحه وشحن بطاريته باستمرار، وأخذ الجهاز أينما ذهبت حتى إلى الحمام.
ويقول الباحثون أن الهاتف المحمول أصبح جزءا لا يتجزأ من الشخص نفسه وفي حالة فقدانه يشعر وكأنه فقد جزءا من جسده، ما يؤدى إلى انخفاض في قدراته النفسية وإلى الإصابة بحالة الرهّاب.
وحذّر الباحثون من الدور الرئيسي الذي تلعبه هواتفنا الذكية في هويتنا العامة، والذي يتزايد كلما اتسعت الوظائف التي يمكن للهواتف أداءها، وفي هذا السياق استطلع الباحثون آراء 300 طالب في كوريا الجنوبية وحللوا استخدامهم للغة، ووجدوا أن الطلاب الذين لديهم مستويات عالية من النوموفوبيا كانوا أكثر عرضة لاستخدام كلمات ذات صلة بالذات وبالذاكرة من قبيل «ذكرى» و»أنا» و»لي».
وقال الباحثون: «من المرجح أن يستمر الاعتماد على الهواتف الذكية في التزايد بالتزامن مع استمرار التقدم التكنولوجي لجعل الهواتف الذكية جذابة، ولا غنى عنها بفضل مختلف الميزات المريحة التي تسهل التواصل في كل مكان».
ومن المرجح أن تصبح النوموفوبيا أكثر انتشارا، مع تزايد الوقت الذي نقضيه في استخدام الهواتف الذكية.
واللاف أن الباحثون توصّلوا إلى أن أولئك الذين يعانون من النوموفوبيا كانوا أكثر عرضة للمعاناة من آلام الرسغ والرقبة، فضلا عن أنهم كانوا يعانون من تشتت الانتباه خلال الدراسة أو العمل، ما يدل على أن استخدام الهواتف الذكية لها آثارا سلبية على كافة مجالات الحياة اليومية.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024