لتحســـــــــــين مستواهـــــــــــم

تلاميــــذ يضحــــون بالعطلــــة لتعلُّــــم اللغــــات

استطلاع: فتيحة /ك

على غير ما تعودنا عليه، يفضل البعض قضاء العطلة الصيفية البقاء على مقاعد الدراسة من أجل تحسين مستواهم في اللغات الأجنبية التي أصبحت إحدى المفاتيح الذهبية لزيادة فرص العمل، خاصة وأن الجزائر أصبحت في السنوات الأخيرة محط اهتمام الكثير من المستثمرين الأجانب، في هذا الاستطلاع تنقل لكم “الشعب” آراء من اغتنموا الصيف للدراسة.

سلاح قوي في المستقبل
جلال بن داودي، 17 سنة، مقبل على اجتياز شهادة البكالوريا في السنة الدراسية المقبلة، سألناه عن سبب خضوعه لدورة تدعيمية في اللغة الانجليزية فقال: “أصبحت اللغة الانجليزية اليوم طريق الفرد نحو النجاح في الحياة العملية لأنها اللغة العالمية الأولى، بالإضافة إلى أنني طالب لغات في الثانوية، ما يجعلني مجبرا على رمي كل ثقلي في الدروس التدعيمية في اللغة الانجليزية والفرنسية لأزيد فرص نجاحي في شهادة البكالوريا”.
وأستطرد جلال قائلا: “وعدني عمي المقيم في بريطانيا بإكمال دراستي الجامعية في لندن  ولكنه اشترط عليّ الحصول على معدل ممتاز في اللغة الانجليزية حتى أستطيع التأقلم بسرعة مع المجتمع هناك، لذلك قام والدي بدفع هذه الدورة التي سأستمر فيها طوال السنة حتى أحسن من مستواي في اللغة الانجليزية”.
محمد أمين، 12 سنة، يدرس في المدرسة الخاصة “آفاق” بالبرج البحري، يقول عن يومياته الصيفية قائلا: “معظم أصدقائي يستمتعون بالعطلة الصيفية بعيدا عن مقاعد الدراسة أما أنا فرض عليّ والداي دراسة اللغة الفرنسية والانجليزية فيها من أجل تحسين مستواي فيهما، فغالبا ما يقولان إن المجتمع لا يحترم إلا من يتكلم باللغة الفرنسية، لذلك أرغماني على دراستها لأن مستواي فيها متوسط بسبب ميولي إلى اللغة العربية على حساب اللغات الأجنبية الأخرى”.
وأضاف محمد أمين قائلا: “منذ بداية جويلية وأنا أخضع إلى دروس تدعيمية مللت منها و لا أجد طريقة مجدية للتملص منها، ولكن ماذا أفعل يجب أن أدرس حتى أستطيع النجاح في المستقبل، يؤلمني رؤية زملاء متحررين من أي ضغوط طوال فصل الصيف ولكن أجد نفسي أستطيع قراءة الكتاب باللغة الأجنبية بسلاسة ودون تلعثم أنسى كل ما أعانيه في فصل الراحة والاستجمام”.
سمير، 13 سنة تلميذ في مرحلة المتوسط  ـ قال عن دراسته في العطلة الصيفية: “بما أن العطلة الصيفية طويلة جدا أفضل استغلالها في دراسة اللغات، فالفرنسية والانجليزية أصبحتا أساسيتان في الجزائر، ولا بد من إتقانها إن أردت أن تفتح لك أبواب المستقبل دون مشاكل، فخير مثال أحتذي به والدي الذي يعمل في إحدى الشركات المختلطة ولولا أنه خريج جامعة الجزائر في الترجمة، ما أمكنه الحصول على منصب عمل فيها، لذلك أقنعني بأن اللغة الأجنبية سلاح قوي في يد أي شخص سواء صغير أو كبير، بالإضافة إلى ذلك لا بد لي من تحسين مستواي في الانجليزية والفرنسية حتى أتفوق دراسيتي التي غالبا ما تنحصر في معدل 15 على عشرون بسببهما”.
دينا جمّالي، 16 سنة، تتابع دروس تدعيمية للغات بمدرسة خاصة للغات بباش جرّاح، قالت عن تضحيتها بعطلتها الصيفية من أجل الدراسة قائلة: “بعد تحصلي على شهادة التعليم المتوسط  اخترت مواصلة دراستي الثانوية في شعبة لغات ما أجبرني على دخول مدرسة خاصة لرفع مستواي في اللغة الانجليزية والفرنسية، في البداية لم أتقبل الأمر ولكن والدتي أقنعتني بضرورة الخروج صيفا للدراسة، خاصة وأنها حرمت مواصلة دراساتها العليا بسبب تفضيل جدي تزويجها بوالدي، الذي كان مغتربا بإسبانيا ما خلق لها صعوبة في التواصل معه ومع حماتها الأجنبية، وتطلّب الأمر سنوات عديدة لتتعلم اللغة وتتقنها”.
 وأضافت دينا قائلة: “في كل نهاية أسبوع يأخذني والدي إلى إحدى الأماكن السياحية حتى يحفزني للبقاء على نفس الحماس في دراستي وحتى لا أشعر بالملل أو الاضطهاد لأن أقراني يستمتعون بالعطلة الصيفية أما أنا فلا، الأمر الذي جعلني أشعر بأن الأمر ممتع وشيّق لأنه لولا دراستي في الصيف لفضل بقاءنا في المنزل فهو من النوع “البيوتي” الذي لا يجد راحته إلا في المنزل وسط العائلة، لأنه دائما ما يقول إن العائلة أكثر شيء افتقده في ديار الغربة”.  
 إتقان اللغات الأجنبية ضرورة
سعيدة، أم لثلاثة أبناء يدرسون في الثانوية، قالت عن الدورات التدعيمية في فصل الصيف: “يقبل الأولياء في السنوات الأخيرة على إرسال أبناءهم إلى المعاهد والمدارس الخاصة حتى يحسنوا من مستواهم في اللغات الأجنبية خاصة الفرنسية والانجليزية فهما اليوم ضروريتان في السيرة الذاتية، فاللغة في كثير من الأحيان تشكّل عائقا للكثير من المتخرجين وإن كانوا متحصلين على شهادات عليا”.
و أضافت سعيدة قائلة: “أنا واحدة من هؤلاء الذين يرسلون أبناءهم إلى الدراسة صيفا حتى يطوروا من مهاراتهم اللغوية، خاصة وأن اثنان منهما مقبلان على شهادة البكالوريا، ما يجعل تحسين مستواهما ضرورة لا بد منها، لأنهما يدرسان آداب واللغة الفرنسية والانجليزية مهمتان في لرفع معدلهما في شهادة البكالوريا”.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024