سهرات حتى مطلع الفجر بمنتزه الصابلات

إنزال عائلي كبير وتوافد غير مسبوق

استطلاع: فتيحة/ك

 «في كل مرة أزورها أجدها أحسن” شهادات زوار تنقلها “الشعب”

رغم ما قيل وما يقال عنه استطاع متنزه “الصابلات” خلال الأربع سنوات الأخيرة أن يكون الوجهة المفضلة للكثيرين سواء من العاصمة أو خارجها. وقبل بداية موسم الاصطياف وإلى غاية آخر يوم من العطلة الصيفية، يعرف توافدا كبيرا للعائلات التي أصبحت أحد أهم معالمه في السهرات الليلية، التي زادتها العجلة الكبيرة ومعرض الصناعات التقليدية متعة وتميزا. “الشعب” زارت المنته وعادت بهذا الاستطلاع القيم.


إنه الانطباع الذي عبّر عنه الكثير من الزائرين إلى الصابلات التي فتحت ابوابها لاستقبال المصطافين الذين يستمتعون بنسية البحر في كورنيش عاصمي يكشف اسراره وجماله لقاصدين ويزيل عنها ضوضاء المدينة وتعب يوميات لا ينهي.
كامي سي الحاج، مغتربة بكندا جاءت وعائلتها الصغيرة إلى المتنزه للاستمتاع بالجو العام داخله، سألتها “الشعب” عن سبب اختيارها لهذا المكان فقالت: “منذ سنة الـ 2000 لم أزر الجزائر بسبب ظروفي المهنية ولكن في السنتين الماضيتين استطعت تخصيص بعض الوقت لتعريف أبنائي وزوجي ببلدي الأم وها نحن اليوم هنا في هذه المتنزه الجميل الذي أجده في كل مرة أزوره في تحسّن مستمر، فالمرة الأولى والثانية والثالثة لهذه السنة هناك اختلاف واضح ولكن أهم ما استحسنته هو التواجد الكبير لأفراد الأمن الوطني الذين يتجولون في هدوء سواء في سيارات أو مشيا أو في زي مدني فالأكيد أن المواطن في أمن تام”.
وأضافت كامي قائلة: “زوجي الكندي (من أصول تركية) أخبرني بعد زيارته لمختلف المعالم السياحية هنا، أن الجزائر مختلفة تماما عن الصور التي نراها في مختلف وسائل الإعلام التي تكاد تتفق في تصويرها على أنها صحراء جرداء لا خضار فيها ولا نماء، ولكن الواقع أنها عكس ذلك تماما، أما أبنائي فهم مستمتعون جدا ببلد والدتهم إلى درجة أنهم نشروا صورا كثيرة على صفحات الفايسبوك والانستغرام حتى يراهم أصدقاءهم في كندا”.واستطردت كامي قائلة: “لاحظت وجود معرض للصناعات التقليدية في كل مكان أتوجه إليه وهذا أمر جميل للغاية لأنك تنقل من خلال تلك التحف التقليدية حضارة شعب بأكمله وتعرف زائرها بكل ما تزخر به من إبداع فني توارثته الأجيال لقرون طويلة، خاصة وأنك في المعرض الواحد تجد كل المناطق الجزائرية من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها”.
سعر التذاكر مبالغ فيه
حفيظة عزيز، أم لأربعة أطفال جاءت رفقة زوجها إلى “الصابلات” بعد إلحاح أبنائها، وفي حديث مع “الشعب” قالت عن المتنزه: “نزور “الصابلات” في كل مرة تتيح لنا فيها الفرصة، فأبنائي يفضلونه على الكثير من الأماكن، فرغم أننا نقطن بتيبازة إلا أننا نأتي إلى المتنزه للاستمتاع بمختلف وسائل الترفيه الموجودة هنا خاصة العجلة الكبيرة أصبحت أهم ما يحبه الأطفال في هذا المكان، خاصة عندما تشعل أضوائها المختلفة ليلا”.وأضافت حفيظة قائلة: “إلحاح الأطفال في بعض الأحيان يوقعنا في حرج كبير بسبب سعر التذاكر التي أراها غالية فمثلا سعر تذكرة الصعود إلى العجلة الكبيرة هو 400 دج للكبار و200 دج للصغار ما يعني وبعملية حسابية بسيطة نجد أنها ستكلفنا 1600دج، إضافة إلى استئجار الدرجات الهوائية التي تحدّد سعر الـ10 دقائق بـ100دج، ما يعني أن أطفالي الأربعة في 10 دقائق واحدة سيكلفونني 400دج والكل يعلم أنهم لن يرضون بواحدة ما يعني أن الرقم سيرتفع بالاستمرار، إلى جانب ذلك ركوب الألعاب الموجودة به والتي تحدّد سعرها بـ100دج في أغلب الأحيان، ما يجعل الأولياء يضعون مبلغا من المال خاصة بالتنزه في المكان وإلا فلن يتوقف بكاء الأطفال وإصرارهم على اللعب بها”.
”نحضر كل ما نحتاجه من أكل ومشرب”
كمال شنيت، أحد المواظبون على زيارة متنزه “الصابلات” رفقة عائلته، قال: “عرف “الصابلات” الكثير من الأشغال التي ما تزال مستمرة من أجل جعله متنزها بمقاييس عالمية، فرغم أن الكثير يشتكي من الرائحة التي تنبث من “واد الحراش” أو مياهه الملوثة ينسى الجميع أن أشغاله لم
 تنته بعد وأن تصفية مياه “الواد” لن تنتهي إلا سنة 2029، حسبما أعلم، ولكن رغم ذلك تفضله العائلات الجزائرية للخروج ليلا، والسهر فيه إلى ساعات متأخرة وأنا واحد منهم، فبعد إعداد العشاء نضع كل ما نحتاجه من أكل وماء وعصائر في علب ونتوجه إلى هنا نفترش الأرض ونجلس نتسامر والأطفال يلعبون من حولنا، وفي بعض الأحيان نقيم حفلة شواء في المكان المخصص له هنا”.وأضاف كمال: “كنت في البداية أتذمر من إلحاح أبنائي على اللعب بالألعاب الموجودة هنا لأنها وبعد خروجنا من التنزه أجد نفسي اتفقت الكثير من المال عليها، لذلك صرت أُخيرهم قبل المجئ إلى هنا بين الذهاب وبين الانضباط  بمبلغ مالي محدد لها، وبالفعل أصبحت انفق أقل خاصة بعد إحضار وجبة العشاء وكل ما نحتاجه للأكل من البيت”.
عقباوي حمدي.. الحلي التقليدية إرث أجيال
من الأمور التي استحسنها المواطنين في متنزه “الصابلات” معرض الصناعات التقليدية الذي تنظمه في طبعته الرابعة غرفة الصناعة التقليدية والحرف لولاية الجزائر وبالتنسيق مع مديرية السياحة والصناعة التقليدية وديوان حظائر التسلية والرياضة. عقباوي حمدي حرفي في صناعة الحلي التقليدية من ولاية “تمنراست” إلتقته “الشعب” وسألته عن مشاركته في المعرض ليرد قائلا: “منذ أربع سنوات أشارك في معرض الصناعات التقليدية بمتنزه “الصابلات”، وطوال موسم الاصطياف اعرض مختلف الحلي التي تتميز بها ولاية تمنراست خاصة المصوغات الفضية والتي تلقى إقبالا كبيرا من المواطنين المتعطشين لكل ما هو ثقافي وتقليدي ولعلّ تواجد الأجانب والمغتربين هنا زاد من توافد المهتمين بهذا النوع من الصناعة التقليدية”.وأكد عقباوي حمدي في تصريحه لـ« الشعب” أنه ورث صناعة الحلي التقليدية من والده وعلى مدى 15 سنة تعلم كل فنونها وأسرارها، وفي تمنراست استطاعت الطبيعة أن تلخص نفسها في رموز “تارقية” أصيلة تعكس حضارة المنطقة وثقافتها عبر العصور المختلفة، وصرّح أن صناعة الفضة في الجنوب لا تختلف كثيرا عن تلك المعروفة في مناطق الشمال الجزائري والقبائل، خاصة ولكن اختلاف الطبيعة بينهما خلق الاختلاف في الأحجار والرموز المستعملة، فمثلا الأحجار التي تعتمدها صناعة الجنوب غالبا ما تكون ألوانها زرقاء وارجواني واسود بنما في الشمال تكون مزهوة بألوان كثيرة وكذا استعمال المرجان في صناعتها، فهي كبطاقة تعريفية للمكان الذي صنعت فيه.
 ولاحظ عقباوي حمدي أن زوار المتنزه في تزايد، حيث أصبح يستقطب العائلات الجزائرية الباحثة عن فضاء للتسلية والراحة، والملاحظ أنها تبدأ بالتوافد على المتنزه ابتداء من الساعة السادسة مساء أين تبدأ درجات الحرارة في الانخفاض وتكون الذروة في الساعة الثامنة والنصف إلى التاسعة مساء.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024