«حسون» البليدة فريد خوجة ...

رمضان بين اليوم وأيام زمان تغير وابتعد الناس فيه عن الأصل

البليدة: لينة ياسمين

رغم أنه يحاول مجتهدا الإبقاء وإحياء عادات الصوم واللمات العائلية وبين الأحباب والأصدقاء، لكن فناننا الوسيم «حسون وبلبل» البليدة فريد خوجة، يعتقد أن الشهر الفضيل لم يعد يستقبل على أنه ضيف مرحب به، بل على العكس، ضجر من الناس وبعد في البرامج المتلفزة عن احترام موروثنا وأصلنا، ونقص إن لم يقل انعدام في النشاط الفني الذي كان في أيام الزمن الجميل.
الفنان المخضرم والاستاذ المربي عاشق الغنوة الأندلسية الأصيلة « فريد خوجة» فتح قلبه لـ « الشعب « وأمتع في حديثه المهذب وهو يسرد يومياته الرمضانية.
»الشعب»: كيف هي أوقات صيامك خاصة ونحن في العشر الأواخر؟
فريد خوجة: لا يتغير البرنامج اليومي كثيرا، ولكن فيه تكثيف فقط في العبادة، فالضيف كريم وعزيز ولا يأتينا إلا مرة في السنة، حاملا لنا الخير ويأخذ بنا إلى الجنة، فرد الجميل خصلة ترسخت بين أهل مدينة الورد والرياحين، وخاصة إن تعلق الأمر بفنان لديه حس مرهف وذواق، وفي الغالب يقول أنه يبدأ يومه في الساعات الأولى من النهار، يتسوق وفي يده قفة مصنوعة من نبات «الدوم»، يقتني ما احتاج ثم يعرج على مؤسسته التربوية فهو مدرس في اللغات، ويمضي بعض الوقت قبل أن يعود ظهرا لمسكنه، يُقيل بعد أن يتلو أيات من الذكر الكريم.
أكيد أنك عاشق للمطبخ ولا تفوت فرصة مشاركة زوجتك في تحضير مائدة الإفطار؟
لا أبدا بل على العكس أنا أدخل المطبخ ولا أزعج زوجتي ولا أتدخل في شغلها، ولكن بعد أخذ قيلولة خفيفة، أصلي العصر ثم أتوجه الى ما يشبه عالمي الصغير، واستمع لمقاطع من الغنوة الاندلسية، واسرح في خيال الحضارة البعيد، واستلهم من تلك المقطوعات وأتذوق، وكأنني أسرح في عالم فيه من الخيال والجمال والذوق، وبعد الإفطار في لمة عائلية، تجدني أقتنص مكانا لي في الصفوف الأولى وراء «الشيخ البليدي»، أصلي التراويح وأنا كلي طرب لمسمع تلاوته المتميزة.
وكيف هي بقية السهرة، وماذا تقول عن البرامج والنشاط الرمضاني؟
بعد الفراغ من الصلاة، التقي مع شلتي بمقهى اعتدنا عليه بقلب المدينة، نتبادل الحديث عن أمور عدة، هي انشغالات يومية وأحداث نعلق ونحللها، أما عن برامج التلفزيون المقدمة، فإني أحن كثيرا لزمن الأسود والأبيض وسلسلة «السكيتشات» التي كانت تجمعنا ولا تسبب لنا الحرج، وتلك الوصلات الموسيقية التي كانت ترافقها ونحن على مائدة الإفطار لعمالقة الغناء في كل الأنواع التي تزخر بها بيئتنا، فتزيدك طعما وذوقا وهدوءا وسكينة، وليس مثل اليوم، تصاب أحيانا بعسر في الهضم ونرفزة بسبب أنواع من البرامج التي ابتعدت عن حضارتنا وأصلنا وهويتنا ومرجعيتنا الثقافية والدينية، رمضان تغير ونحن لم نحافظ عليها، والنشاط الفني والثقافي بات عملة نادرة، وعلينا أن نتدارك الأمر ولن نهتم بالبرامج التي تعود على أصحابها بالربح فقط، فالمشاهد الجزائر لديه الحق في أن يحترم في هويته وعاداته وأصوله.

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024