السنغال، بوركينافاسو وتنزانيا

دروس في الديمقراطيـــة والتضامــن والحكــم

حمزة/م

قدمت 3 دول إفريقية، خلال الأسبوع المنقضي، نماذج جد إيجابية في ميدان الديمقراطية وعلاقة الشعب بممثليه، في وقت تعرف بلدان أخرى توترات بسبب السلوكات السياسية لبعض القادة، خاصة إصرارهم على البقاء في الحكم على حساب الإرادة الرافضة لغالبية المواطنين.
لطالما عرفت السنغال، بالاستقرار السياسي والسكينة الأمنية، رغم تواجدها في منطقة مليئة بالأزمات الداخلية والانقلابات العسكرية والتهديدات الإرهابية، حيث استطاعت الحفاظ على سلامة مؤسساتها الدستورية والأمنية وهدوء الشارع، ولم تسجل تجاوزات خطيرة في المواعيد الانتخابية أو صراعات على الحكم بسبب الالتزام بالقوانين.
غير أن الرئيس الحالي، ماكي صال، المنتخب سنة 2012، رأى بضرورة تعزيز الديمقراطية في بلاده، عبر مراجعة دستورية، أعلنها الأسبوع الماضي. وأبرز ما ستحمله هو إدخال تعديل على المادة 27 المتعلقة بالعهدات الرئاسية.
وعلى عكس عديد البلدان الإفريقية، التي قامت بفتح العهدات ومكنت رؤسائها للبقاء في سدة الحكم، مدة طويل، اقترح صال، خفض عمر العهدة الرئاسية من 7 سنوات إلى 05 سنوات، تجدد مرة واحدة فقط، مع إلحاقها بالبنود غير القابلة للتعديل، على غرار الطابع الجمهوري للدولة وسيادة الشعب والوحدة الوطنية والسلامة الترابية.
مبادرة صال بهذا التعديل لاقت استحسانا وطنيا وإفريقيا، واعتبرت كخطوة نحو تعزيز مبدأ التداول السلمي على السلطة، وتقوية الديمقراطية في البلاد، وقال مراقبون، أنه صنع الاستثناء في مرحلة شهدت، توجه رواندا والكونغو تغيير الدستور من أجل السماح لرؤساء البلدين بالاستمرار لعهدة ثالثة.
النموذج الثاني، الذي لقي ترحيبا دوليا، كان من غرب إفريقيا أيضا، وبالضبط من بوركينافاسو، حيث قام نواب البرلمان، بخفض راتبهم الشهري بنسبة 19 بالمائة، ليستقر عند 1464 أورو.
وصرح هؤلاء، بأن الدافع وراء مبادرتهم، هو التضامن مع الشعب البوركينابي، الذي عاش ظروفا عصيبة، منذ 17 سبتمبر 2015، تاريخ محاولة الانقلاب على السلطة الانتقالية، وما تبعه من هجمات إرهابية في مناطق متفرقة، أخطرها الهجوم الذي تعرض له فندق ومقهى، وسط العاصمة واغادوغو منتصف الشهر الجاري.
وقارنت وسائل إعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي، بين ممثلي الشعب البوركينابي ونظرائهم في جمهورية الكونغو الديمقراطية الذين يطالبون برفع راتبهم الشهري، المقدر حاليا بـ10 آلاف أورو.
وطالب ناشطون من دول إفريقية نفطية على غرار نيجيريا وأنغولا، برلمانيي بلدانهم، الاقتداء بنواب بوركينافاسو، بسبب الأزمة الاقتصادية الناجمة عن تهاوي أسعار النفط.
وفي شرق إفريقيا، تصدر السؤال: من قال أنه لا توجد حياة بعد الرئاسة؟ عناوين الصحف، بعدما قام رئيس تنزانيا المنتخب حديثا، جون ماغوفولي، بتعيين سلفه الرئيس جكايا كيكويت، عميدا لجامعة دار السلام.
واعتبر القرار، تأكيد، على وجود أشياء مفيدة يستمر من خلالها الرؤساء المنتهية ولايتهم، في خدمة شعبهم، ولاشك أن تولي رئيس جمهورية سابق، عمادة جامعة سيعطيها مكانة معنوية أكبر، ويسهم في رفع جودة الأداء العلمي والمعرفي.

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024