نائب رئيس اتحـاد شباب مـالي لـ «الشعب»:

نـدعم اتفاق السلـم والمصالحة ونريــد المشاركـة في تنفيذ بنوده

حمزة محصول

الجزائر تبـذل مجهودا استثنائيا لمساعـدة مــالي

أكدت التجمعات الشبابية في مالي، دعمها لاتفاق السلم والمصالحة الوطنية، المنبثق عن مسار الجزائر وطالبت بإشراكها في لجنة تنفيذ بنود الاتفاق بصفة مراقب يعبّر عن انشغالات فئة هامة من الشعب المالي. وشددت على التضامن وتوحيد الجهود خدمة لمصلحة البلاد.
يخطئ من يعتقد، أن الحكومة المالية والحركات السياسية والمسلحة لشمال مالي، هما الطرفان الأساسيان في الأزمة وفي مسار تسويتها حاليا، فوراء كل منهما فعاليات من المجتمع المدني تمثل الشعب المالي بكافة مكوناته.
وإلى جانب دور النساء ورجال الدين وأصحاب المؤسسات، يبرز دور فئة الشباب. هذه الأخيرة انتظمت في تكتل اسمه «اتحاد الشباب المالي»، الذي شارك في أولى جولات الحوار التي احتضنتها الجزائر.
يؤكد نائب رئيس هذه الهيئة الشبابية، سليمان ساتيغي سيديبي، في حديث لـ «الشعب»، على استقلالية نشاط الشباب بالقول: «جئنا للجزائر وتكلمنا بصفة مستقلة، ورفضنا أن نعبّر عن انشغالاتنا تحت جناح الحكومة أو جناح الحركات».
وعاد سيديبي إلى دور الشباب في قلب الأزمة، حينما سيطرت الجماعات الإرهابية على مدن غاو، تمبكتو وكيدال، مفيدا «في الحرب مع الجماعات الإرهابية، نظمنا حملات واسعة للتبرع بالدم وجمع الأموال، لدعم القوات المسلحة المالي».
وأضاف: «جمعنا مئات الأكياس من الدم، وحصل كل جندي جريح مهما كان انتماؤه العرقي، على دم شباب الطوارق، العرب والبامبارا، وواصل الدفاع عن الوطن»، وتابع: «استطعنا أيضا أن نجمع 100 مليون فرنك غرب إفريقي، وسلمناها للقوات المسلحة من أجل اقتناء العتاد الحربي اللازم».
وأفاد سيديبي، بأن الشباب المالي تجند إبان الأزمة الأخيرة، بشكل متكامل ولم تكن هناك أية فوارق عرقية أو دينية، «حيث كان همّنا الوحيد استعادة السيطرة على كل شبر من البلاد وطرد الجماعات الإرهابية».
ولدى تطرقه لدور المجلس الأعلى للشباب المالي في مفاوضات السلام التي أشرفت عليها الجزائر، قال: «موقفنا كان واضحا، نحن مع السلم والاستقرار ونرفض العنف بكافة أشكاله، نريد الأمن والتنمية الاقتصادية والاجتماعية».
ورأى المتحدث، أن عمق الأزمة يكمن في التوزيع غير العادل للثروة وعدم استفادة مناطق الشمال من البرامج التنموية، موضحا: «أنا من جنوب البلاد ومقتنع أن السبب الحقيقي للأزمة هو عدم استفادة سكان الشمال من مشاريع ضرورية في الصحة، التعليم الشغل، وبالتالي نحن أمام مشكل حكامة وسوء تسيير بالدرجة الأولى».
في سياق آخر، اعتبر سيديبي، أن ما وصلت إليه مالي اليوم، بعد توقيع اتفاق السلم والمصالحة، تحقق بفضل المجهود الاستثنائي الذي بذلته الجزائر، قائلا: «لقد مكثت بالجزائر 10 أيام خلال المفاوضات، ورأيت إًصرار الجزائر على بلوغ الاتفاق كان أكثر من إصرار بعض الماليين أنفسهم». ليضيف: «نحمد الله أننا نتقاسم الحدود مع بلد مثل الجزائر».
وبشأن اللجنة الدولية لدعم ومتابعة الاتفاق، عبر سليمان سيديبي، عن امتعاض الشباب من تغييبهم، وقال: «طالبنا الحضور كمراقب، لأن الاتفاق يهمّ الشعب بالأساس ومن الضروري أن يحضر ممثلوه كي يكونوا على اطلاع بما يجري».
وأضاف، «أبلغنا الوساطة الدولية أن الاتفاق يسير نحو التنفيذ على الأرض ونحن موجودون في الميدان ونستطيع أن نفيدها بملاحظات»، موضحا «ليست الحركات السياسية من تحمل السلاح في مالي، هناك شباب في مدن تمبكتو وغاو لديهم أسلحة للدفاع عن أنفسهم ضد المتطرفين، وعددهم كبير ومن المهم أخذهم بعين الاعتبار».
وتابع سيديبي، «نعلم أن عددا معتبرا من الشباب انخرطوا ضمن الجماعات الإرهابية وآخرون انضمّوا إلى الحركات المسلحة، ونستطيع كاتحاد شبابي، أن نساهم في إقناعهم بترك العمل المسلح والانخراط في مساعي السلم ونحدد أماكن تواجدهم وطبيعة عملهم».     لذلك، يعتبر ذات المتحدث أن دور الشباب محوري وهام جدا في هذا الظرف الحساس.
وبشأن الوتيرة البطيئة التي تطبع تنفيذ الاتفاق، أرجع سليمان سيديبي، غياب الثقة بين أطراف التسوية سببا رئيسا، إضافة إلى عدم انتظام الحركات المسلحة بشأن ممثليها في مختلف اللجان التي تضمنها الاتفاق، فالجميع يريدون المشاركة وهو أمر غير ممكن، بحسبه.
في السياق، أكد سليمان ساتيغي سيديبي، أن الشباب المالي يدعم بشكل كامل اتفاق السلم والمصالحة المنبثق عن مسار الجزائر، وقال: «نحن ندعم الاتفاق ونظمنا عدة ورشات للتوعية والتعريف بما جاء به، ولم نستطع دخول مدينة كيدال فقط، لأنها لا تتوافر على القدر الكافي من الأمن ولكن شبابها مع الاتفاق». مشيرا إلى أنه تضمن 80 من المائة من مطالبهم التي طرحوها في المفاوضات.

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024