تصفية الاستعمار خيار وحيـد

انتصــــارات جديــــدة للقضيـــة الصحراويـــة

رغم سياسة الهروب إلى الأمام التي ينتهجها الاحتلال المغربي، استطاعت القضية الصحراوية تحقيق تقدم دبلوماسي، بعد ضغوط مجلس السلم والأمن الإفريقي وكذا البرلمان الإفريقي على الأمم المتحدة، من أجل تسريع حل النزاع بتمكين الشعب الصحراوي من تقرير مصيره.
أصدرت محكمة العدل الأوروبية، في 10 ديسمبر 2015، قرارها القاضي «بالإلغاء الفوري للاتفاق المؤرخ في 8 مارس 2012 عن مجلس الاتحاد الأوروبي المتعلق بإبرام الاتفاق الفلاحي بين الاتحاد الأوروبي والمغرب». ويأمل الملاحظون أن تمتد هذه الخطوة لتشمل إلغاء اتفاق الصيد البحري بالإقليم المحتل الذي يدرجه القانون الدولي ضمن المناطق المحتلة، تتولاها الهيئة الأممية من أجل تصفية الاستعمار.
المهم أن الحكم القضائي يضاف إلى الانتصارات التي حققتها القضية العادلة، في إطار القانون الدولي، الذي فضح في أكثر من مناسبة الاحتلال المغربي وعدم شرعية استغلاله الثروات الباطنية للأراضي الصحراوية.
ولا ننسى الانشغال الذي رفعه الاتحاد الأفريقي، الذي يطالب مجلس الأمن بتنفيذ قراراته واللوائح الأممية لتحديد تاريخ إجراء استفتاء تقرير المصير بالصحراء الغربية دون ترك المجال للمحتل المغربي يناور ويتبع سياسة الهروب إلى الأمام معتمدا في ذلك على القوى الكبرى، في مقدمتها فرنسا.
وكشفت لوائح المؤتمر 11 لجبهة البوليساريو، إرادة الشعب الصحراوي الكبير نحو انتزاع الاستقلال تطبيقا للوائح الأممية. ويسانده في هذا الخيار غالبية دول المعمورة التي أكدت في بياناتها أن بقاء الوضع الستاتيكي منذ اتفاق وقف إطلاق النار وتمهيد الأرضية لمفاوضات جادة لابد أن تطبق ويلتزم بها البلد المحتل الذي وقع على هذا الاتفاق. فليل الاحتلال سينجلي مهما طال.
انقلابات عسكرية فاشلة
من أبرز الأحداث التي شدت اهتمام الإعلام العالمي للقارة السمراء، محاولة الانقلاب العسكري الفاشلة في بوركينافاسو، التي قادها الجنرال جيلبرت ديانديري، قائد وحدة الأمن الرئاسي في 17 سبتمبر المنقضي، قبل ثلاثة أسابيع عن الانتخابات الرئاسية.
لكن السلطة الانتقالية برئيسها ميشال كافاندو، استطاعت المقاومة والانتصار على الانقلابيين، بعد التضامن الشعبي الواسع وتدخل الجيش وضغوط المجموعة الدولية، ليتم حل فرقة الأمن الرئاسي بالقوة وإحالة جميع المتورطين على القضاء للمحاسبة.
تصدرت بوركينافاسو، واجهة الأحداث عقب نجاحها في انتخاب رئيس بطريقة ديمقراطية، وكذا إصدار مذكرة توقيف دولية بحق الرئيس السابق بليز كومباوري الذي يتواجد في منفاه الاختياري بكوت ديفوار.
وأحبطت النيجر، في الأيام القليلة الماضية، محاولة انقلاب على حكم الرئيس محمادو إيسوفو، اتهم فيها 9 عسكريين بالترتيب للعملية عبر إسقاط الطائرة العسكرية.
تحديات اقتصادية والطاقة في قلب الاهتمامات
على الصعيد الاقتصادي، تواصل الدول الإفريقية مجتمعة، جهودها الرامية إلى رفع نسبة النمو المقدرة حاليا بـ5٪، وأقرت معظمها إصلاحات اقتصادية معتبرة، بغرض تشجيع الاستثمار الأجنبي وفتح المجال أمام المؤسسات الخاصة.
وركزت اهتمامها على توفير الأمن الطاقوي وإيصال الكهرباء لعديد المناطق التي لازالت تعيش وفق الطرق البدائية. ونقلت هذا النقاش إلى قمة المناخ التي عقدت بباريس مؤخرا، حيث طالبت بمساعدات مالية وتكنولوجية لضمان تحول طاقوي ناجع من الطاقة التقليدية (الأحفورية) إلى الطاقة المتجددة.
سقوط أسعار النفط يخلط الحسابات
أخلط التراجع الكبير لأسعار النفط في السوق الدولية حسابات عديد البلدان الإفريقية التي يعتمد اقتصادها على المحروقات، على غرار الجزائر، نيجيريا وأنغولا، خاصة وأنها برمجت مخططات تنموية كبيرة، تعتمد بالأساس على مداخيل النفط والغاز.
وأصيبت البلدان التي سجلت اكتشافات جديدة، على غرار الموزمبيق والسنغال، بالخيبة المؤقتة، بسبب هذه الوضعية. بينما استفادت دول أخرى من هذه الوضعية، بعد انخفاض تكلفة استيراد هذه المادة الحيوية.

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024