الصحراء الغربية قضية تصفية استعمار

البرلمان الإفريقي يرافع لتقرير المصير

حمزة محصول

دعم البرلمان الإفريقي، قرارات الاتحاد الإفريقي، القاضية بتمكين الشعب الصحراوي من تقرير مصيره عبر استفتاء حر ونزيه. وشدد على ضرورة تطبيق اللوائح الأممية وإنهاء آخر حالة استعمار في القارة السمراء، فيما دعا إلى تشكيل لجنة من رؤساء دول وحكومات البلدان الإفريقية تختص بالقضية الصحراوية.

يواصل الشعب الصحراوي، تحقيق النصر الآخر، في نضاله السلمي من أجل نيل الاستقلال، حيث ارتفعت الأصوات المساندة لقضيته العادلة في جميع المنابر والهيئات الدولية والقارية، وبات مطلب تقرير المصير وتطبيق اللوائح الأممية، أكثر إلحاحا من أي وقت مضى.
من الجمعية العامة للأمم المتحدة، دعا قادة إفريقيا ورؤساء دبلوماسيتها، للوقوف إلى جانب الشعب الصحراوي وتكثيف الجهود لإنهاء النزاع الطويل، وإيقاف المجازر التي ترتكب في كل مرة ضد المدنيين العزل الطامحين إلى بناء دولة مستقلة.
من جانبه البرلمان الإفريقي، الذي عقد دورته العادية بجوهانسبورغ، جنوب إفريقيا، متوجة ببيان ختامي قبل يومين، أكد ضرورة تصفية الاستعمارو استنادا لقرار الأمم المتحدة رقم 1514 وتطبيقا لخطة التسوية الإفريقية لسنة 1991.
أعضاء البرلمان الإفريقي، جددوا دعمهم لمبعوث الاتحاد الإفريقي إلى الصحراء الغربية، رئيس الموزمبيق السابق، جواكيم سيشانو، واقترحوا في ذات الوقت توسيع اللجنة لتشمل 10 رؤساء دول وحكومات تختص بهذه القضية العادلة.
هذه الهيئة الإفريقية التي تزداد قوتها من فترة إلى أخرى، خالفت الخطاب المعهود حول الصحراء الغربية، وشددت لهجتهاو مطالبة بالإسراع في تسوية النزاع وتنظيم استفتاء تقرير المصير تطبيقا للوائح الأممية الصادرة في هذا الشأن.
لم يتوقف الأمر عند هذا، حيث طالب الأعضاء بالمرور من القول وتصريحات الإدانة وزيادة الضغط على المملكة المغربية المحتلة، «فمن غير المعقول أن نتحدث داخل قاعة الاتحاد الافريقي عن دعم الشعب الصحراوي وإدانة الاستعمارو بينما نفتح في الوقت ذاته أبواب دولنا للاستثمارات المغربية»، داعين إلى غلق السفارات والتمثيليات الدبلوماسية للمغرب، كخطوة تضامنية قوية مع الشعب الصحراوي الأعزل.
دعم البرلمان الإفريقي يعد امتداد طبيعيا لمواقف الدول الإفريقية من الاستعمار والقضايا العادلة، ويبين الرغبة التي تزداد إلحاحا لدى الدول الأعضاء في الهيئات القارية لوضع حد نهائي لحالة الاستعمار الأخيرة التي تعرفها القارة، بتفعيل قرارات الشرعية الدولية وتمكين الشعب الصحراوي من نيل استقلاله عبر الاستفتاء.
لقد ماطلت المجموعة الدولية لسنوات طويلة ولم تقم بخطوات ملموسة لتسوية النزاع ووضع الاحتلال المغربي أمام مسؤوليته، كما لم تفلح الهيئة الأممية لغاية الآن في تقديم تفسيرات مقنعة لإبقائها للقرارات الخاصة بتصفية الاستعمار حبيسة الإدراج. بل ولم تبذل الجهود اللازمة لتفعيل آليات مراقبتها لحقوق الإنسان التي تتعرض لانتهاكات خطيرة، فضحت بالصوت والصورة رغم سياسة التعتيم والغلق التي يمارسها الاحتلال.
على الرغم من إنحناء القوى المسيطرة على قرارات الأمن الدولي، أمام الصفقات المغربية المغرية، التي وصلت إلى حد قبولها المشاركة في السطو على الموارد الطبيعية للشعب الصحراوي، قابلة بيع صمتها على حساب معاناة شعب يعاني تحت سطوة الاستعمار يتعرض يوميا إلى التعذيب والقتل والتهجير والعنصرية، يحقق النضال السلمي للصحراويين الانتصار تلو الآخر، فرقعة التضامن معه والاعتراف بجبهة البوليزاريو، كممثل شرعي ووحيد للشعب الصحراوي، في تزايد مستمر.
وارتفع عدد البلدان التي تعترف بالجمهورية العربية الديمقراطية الصحراوية، كدولة خاضعة للاحتلال من قوة استعمارية. فيما تزداد عزيمة الصحراويين وإرادتهم في نيل الاستقلال وبناء دولة مستقلة وتحدي كل أشكال القمع وأساليبه.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024