الخبير الدولي في العلوم السياسية، عزيز سلمــــون فــال، لـ «الشعــب»:

الشرعية الديمقراطية انتصرت

حمزة محصول

قال الخبير الدولي في العلوم السياسية، عزيز سلمون فال، لـ «الشعب»، إن الانقلاب العسكري الفاشل في بوركينافاسو، عرقل سير المرحلة الانتقالية السياسية التي أرادها الشعب. ورأى أن الجنرال، قائد الانقلاب، حاول تنفيذ إرادة القوى الغربية الاستعمارية، منتقدا في الوقت ذاته وساطة قادة المجموعة الاقتصادية لغرب إفريقيا.

أوضح سلمون فال، أن وحدة الأمن الرئاسي التي قادت انقلابا عسكريا في بوركينافاسو في 17 سبتمبر الجاري، حاولت مرارا أن تكسر الانتقال السياسي السلس للبلاد، عقب الإطاحة بالرئيس بليز كومباوري، العام الماضي، تحت ضغط الشارع.
كومباوري، بحسب فال، ترك خلفه «حرسه الأمبراطوري» لحماية المصالح المرتبطة بنظامه السابق.
وذكر المحلل السياسي، الذي يشغل أيضا منصب رئيس الحملة الدولية للعدالة من أجل سانكارا (الرئيس البوركينابي المغتال سنة 1987)، سببا آخر لقيام الجنرال جيلبرت ديانديري، بالانقلاب على الحكم الانتقالي للبلاد، فإلى جانب رفض إقصاء وزراء الحكومة السابقة من سباق الانتخابات الرئاسية «جاء الاستيلاء على الحكم بعد ساعات قليلة من نطق قاضي التحقيق في قضية اغتيال الرئيس طوماس سانكارا. الذي استدعى محامي الحملة الدولية للعدالة من أجل سانكارا، لكشف نتائج الخبرة والحمض النووي». مضيفا، «من المحتمل أن تساهم نتائج التحقيق في تجريم الجنرال ديانديري، الذي يعد من أعضاء فرقة الاغتياليين الذين وضعوا حدا دمويا للحلقة الثورية لبوركينافاسو سنة 1987».
وأوضح، أن تهميش وإقصاء كل من لهم علاقة بالنظام السابق، لم يستسغه الجنرال ديانديري، وقام بالانقلاب لفتح المفاوضات وإعادة توزيع موازين القوى من جديد. وندد بإطلاق جنود وحدة الأمن الرئاسي النار على الشباب الذين خرجوا إلى الشارع للتنديد بالانقلاب العسكري، معتبرا أنها جرائم تضاف إلى السجل الإجرامي لهؤلاء الذين تورطوا، بحسبه، في قضايا خارج حدود الدولة.
واستدل المتحدث، بتورطهم في عديد الأزمات، على مستوى الجوار الإقليمي، على غرار كوت ديفوار وسيراليون، والوساطات الغامضة لتحرير الرهائن في الساحل الإفريقي.
ويعتبر أن قوة هذه الفرقة التي تضم 1300 عنصر ويمتلكون أسلحة متطورة، نابعة أساسا من الدعم الخارجي، «فهي من الأعمدة الأساسية «لفرنسا إفريقيا»، و»الناتو» و»الإفريكوم». كاشفا أن الجنرال ديانديري، حاصل على وسام جوقة الشرف الفرنسي، ويراقب القاعدة الأمريكية السرية في مطار واغادوغو، التي تتواجد بها طائرات الاستطلاع من دون طيار (الدرونز).
وانتقد عزيز سلمون فال، الوساطة التي باشرها عدد من قادة المجموعة الاقتصادية لغرب إفريقيا، مشيرا إلى أنها أكثر ليونة من موقف الاتحاد الإفريقي الذي كان صارما وواضحا ضد الانقلابيين، موضحا أن «قادة الدول يخشون من تكرار نفس السيناريو ببلدانهم، لأن هناك المشاكل نفسها، لكنها في ذات الوقت لا يتجرأون على معارضة المخططات النيكولونيالية، للقوى الغربية (فرنسا وأمريكا)».
مفيدا، «لو لديهم الإرادة الحقيقة لتفادي الحرب الأهلية، لتخلصوا من ثقافة الإفلات من العقاب في زعزعة الاستقرار السياسي، والجرائم الاقتصادية وجرائم العنف، كما في بوركينا وفي المنطقة». في إشارة إلى مقترح سنّ قانون العفو على الانقلابيين الذي قدمته دول الإيكواس للخروج من الأزمة السياسية والدستورية ببوركينافاسو.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024