جيل نوفمبر بمرسيليا أكثر اهتماما

التصويت تعزيز الارتباط بالوطن

عبر العديد من أفراد الجالية الجزائرية المقيمة بمرسيليا (جنوب فرنسا)، عن استعدادهم للإدلاء بصوتهم أيام الاقتراع المقررة بالنسبة للجالية من 12 إلى غاية 17 أبريل، في حين شدد آخرون على رفضهم التصويت في هذه الانتخابات، في حين أبدى آخرون لامبالاتهم بالحدث.
ولاحظت «واج» خلال الاستجواب الذي أجرته وسط أفراد الجالية المقيمة ببعض الأحياء بمرسيليا، أن جيل نوفمبر هو الأكثر حماسا لهذه الانتخابات، إذ بدا عليه مدى ارتباطه بالوطن الأم، رغم السنين الطويلة التي قضاها بالمهجر. في حين كان جيل ما بعد الاستقلال أقل حماسا وفي عديد الأحيان.
وأظهر الشباب الذين ولدوا وترعرعوا فوق التراب الفرنسي، لامبالاتهم بالحدث، وكأنهم غير معنيين تماما به.
فبالنسبة للجيل الأول، أكد عبد السلام، صاحب 71 عاما، والذي تعود جذوره إلى منطقة وهران، أنه يتنظر يوم الاقتراع بفارغ الصبر ليدلي بصوته لفائدة أحد المترشحين الذي يراه الأنسب لرئاسة الجزائر في وضعها اليوم.
السيد عبد السلام، جزار بسوق نواي الشعبية، التي تشهد تمركزا كبيرا للجالية الجزائرية، قال إنه كان منخرطا في صفوف الجيش الوطني الشعبي مباشرة بعد الاستقلال ثم استقال منه واستقر بفرنسا، غير أنه لم يقطع الصلة بالوطن الأم.
وأضاف، أنه يعيش بمرسيليا منذ 47 سنة ولم يطالب أبداً بالجنسية الفرنسية يوما ولا يريد غير الجزائرية رغم بعده عن البلد، مشيرا أنه اجتهد طوال السنين الماضية في تربية أبنائه وأحفاده على هذا المنوال.
ونفس الشعور عبّرت عنه زكية، تقطن بمدينة مرسيليا منذ 31 سنة وصاحبة محل للأكلات الشعبية بنفس السوق، حيث لم تُخفِ استعدادها وفرحتها للقيام بواجبها تجاه الوطن الذي لم تقطع الصلة به، مؤكدة أنها ومنذ بلوغها سن 18 لم تتخل يوما ما عن التصويت في كل الانتخابات التي نظمتها الجزائر.
أما عمر، صاحب 30 عاما، فيرى أن نسبة كبيرة من أبناء الجالية المقيمة بالخارج، ولاسيما بمرسيليا، لا تعرف المترشحين، والكثير ممن يعرفونهم يجهلون برامجهم وهذا - كما قال - من شأنه أن يصعّب عملية اختيار المترشح يوم الاقتراع.
وبرأي هذا المهاجر، فإن المترشحين «لم يقوموا بنشاطات واسعة لدى أبناء الجالية بالمهجر خلال الحملة الانتخابية» وهذا ما جعله يقول، إنه يرفض الإدلاء بصوته، لأنه غير مؤهل للمشاركة في اختيار رئيس الجمهورية، غير أنه دعا الذين هم على اطلاع على برامج المتنافسين المشاركة في ما أسماه «الواجب الوطني».
بدورها قالت صونيا، 35 سنة، إنها ترفض الإدلاء بصوتها لأيّ مترشح كان، معبّرة عن أسفها كون اهتمام سلطات بلدها بالجالية «يقتصر على المواعيد الانتخابية».
وبحسب هذه المهاجرة، فإن «معاناة بعض فئات الجالية الجزائرية في المهجر لم تحظ لا باهتمام السلطات الفرنسية ولا الجزائرية وظلت تعيش في تهميش تام»، ولهذا السبب تقول إنها «ترفض التصويت في كلا البلدين الجزائر وفرنسا».
أما فئة الجيل الذي ولد وتربى فوق التراب الفرنسي ولاسيما الشباب منهم، فلا يرون «أي جدوى» من الانتخابات، جزائرية كانت أم فرنسية، باعتبار «سلطات البلدين اللذين ينتميان إليهما لم يستجيبا لاهتماماتهم»، بحسب تعبيرهم.
وتبقى صعوبة الحياة، نتيجة الأزمة الاقتصادية التي تمر بها فرنسا، على غرار عديد الدول الأوروبية، القاسم المشترك في إجابة الشباب والرد عن سبب عدم رغبتهم في المشاركة في الاقتراع وعدم اكتراثهم بالسياسة.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024
العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024