نجاحات صامتة

«عندما لا يُصدر النجاح صوتا ولا بريقا فهذا لا يعني أنه غير موجود!»

رميساء شرفي

لقد صورت لنا الأفلام كلمة نجاح في هيئة براقة: رزم من المال أو قائمة من الشهادات أو ربطة عنق أنيقة تصحبك من اجتماع إلى آخر! لكن النجاح في الحقيقة لا يُختصر في الأمور التي تظهر وترضي هذا المجتمع المادي.
النجاح: هو الأوقات الصعبة التي يصارع فيها الواحد منا شياطينه ويغلبها، والمحاولات المتكرّرة لقهر عادات سلبية واستبدالها بأخرى أجمل، هو الصبر الذي نصنعه بصعوبة في دواخلنا لنتغذى عليه في أيامنا المرهقة ونتجاوزها.. هو الأفكار المبدعة التي يجتهد بعضنا في تكوينها وتطويرها والخروج بها إلى العالم ليُصلح أو يبني جزءا فيه، هو تضحياتنا بساعات الراحة واللهو في سبيل إنجاز شيء، وهو تخطينا لكل تلك المخاوف والعراقيل التي لطالما أرهبتنا!
هو كل معاركنا التي تنتهي بفوز ! والتي حتى لو بدت للآخرين صغيرة وإعتيادية فإنها لا ينبغي أن تكون كذلك بالنسبة إلينا!!
لأنها كنوزنا الصغيرة والسلالم التي ستوصلنا إلى القمة..
ولا يحق لنا مطلقا أن نصنفها في رتبة أقل من «نجاح»!
لذلك، قبل أن تصف نفسك بـ»فاشل» وتبدأ بجلد ذاتك ادر شريط ذاكرتك وفكر جيدا في كل لحظة تعب تحملتها!!!
في كل هدف سطرته وبلغته، في كل مشكلة حللتها في كل ليلة أوشكت فيها على الإستسلام، ولم تفعل!
وعود نفسك على التصفيق لها وقول كلمة «نجحت» بكل فخر في كل مرة: تنجز، تصبر، تفكر، تتجاوز، تغير، تتغيّر!
كافئها على كل جهد يُثمر، لأنها تتغذى من إيمانك  وإعتزازك بها، ولأن النجاحات الكبيرة التي تخطف الأبصار ليست سوى تراكمات لجهود مستمرة! فلا تقلل من شأنها.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024
العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024