أكد يفري بن زرقة، رئيس جمعية الجزائريين في ''شاروت ماريتيم''، التابعة للقنصلية الجزائرية بمدينة بوردو الفرنسية، في تصريح لـ«الشعب»، أن الشباب الجزائري في المهجر له ارتباط دائم بالجزائر، ويعتز بأصوله الجزائرية، وأثبت ذلك في أكثر من مناسبة ومستعد دائما لخدمة الوطن متى احتاج إليه.ويرى بن زرقة، ٢٢ سنة طالب بكلية الحقوق بـ''لاروشال''، أن زيارتهم الأسبوع الماضي للجزائر العاصمة ومخيمات اللاجئين الصحراويين بتندوف، في اطار قافلة شباب المهجر، مكنتهم من الاطلاع على أوضاع الصحراويين في المخيمات، ومعاناتهم المستمرة من احتلال مغربي ظالم، يمارس العنف والتعذيب في حق شعب ذنبه الوحيد انه يطالب بتقرير مصيره، واضاف بن زرقة أن المناسبة كانت أيضا للقاء العديد من الوزراء والبرلمانيين «سمحت لنا بربط علاقات تواصل وتشاور حول أوضاع الجالية الجزائرية في فرنسا، وقمنا بزيارة متاحف وأماكن تاريخية وثقافية، اكتشفنا من خلالها كنوز الجزائر الثقافية وتاريخها العريق».
يترأس بن زرقة جمعية الجزائريين في شاروت ماريتيم منذ تأسيسها في ٢٨ ماي ٢٠١١، مقرها يتواجد بـ«لاروشال» ويوجد مكتب تابع للجمعية بـ«روسفور»، وعنها يقول «هي جمعية اجتماعية ثقافية تضامنية تهدف للم شمل الجالية الجزائرية، وربط جسر تواصل بين أفرادها، والنظر في احتياجاتها والمشاكل التي تعانيها، ومساعدة المقيمين في علاقاتهم الإدارية مع القنصلية الجزائرية ببوردو، إضافة إلى توجيه الطلبة الجزائريين الملتحقين بجامعات بوردو وإرشادهم وتقديم الدعم لهم»، موضحا أن الجمعية تسعى أيضا إلى ربط الجالية بوطنها وتاريخها وثقافتها وتعريف الفرنسيين بكل ما له علاقة بالجزائر «حيث نقوم بتنظيم تظاهرات ثقافية رياضية اجتماعية وندوات دورية ولقاءات للتبادل الثقافي بين فرنسا والجزائر. بصفة عامة الجمعية تسعى لخدمة الجزائر والجزائريين في فرنسا» .
''قافلة الاستقلال'' لربط شباب المهجر بوطنه
وفي معرض حديثه عن الهدف من زيارتهم الأخيرة التي تزامنت مع عيد النصر ١٩ مارس وخمسينية استرجاع السيادة الوطنية، قال بن زرقة «تعتبر الزيارة الثانية لي لمخيمات اللاجئين الصحراويين كرئيس للجمعية، بعد الأولى التي كانت في فيفري ٢٠١٢ رفقة منتخبين فرنسيين من أصول جزائرية، بهدف تحسيس الشعب الفرنسي بعدالة القضية الصحراوية والتأثير على موقف فرنسا الداعم للمحتل المغربي»، مضيفا أن الزيارة هدفها أيضا اطلاع الشباب المغترب في فرنسا على منجزات الجزائر في خمسينية استقلالها، ومعرفة مواقفها ومبادئها في دعم القضايا العادلة في العالم، وربطهم بوطنهم خاصة وأن البعض منهم يزور الجزائر لأول مرة، موجها شكره لصاحب المبادرة محرز العماري رئيس اللجنة الوطنية للتضامن مع الشعب الصحراوي.
وأضاف بن زرقة «أعضاء القافلة الشبانية الذين تتراوح أعمارهم من ١٨ إلى ٢٥ سنة، نوهوا كثيرا بدور الجزائر المهم على الساحة الدولية، وكشاب جزائري افتخر كثيرا ببلدي الذي رغم التحولات الاقتصادية والسياسية الداخلية والخارجية، لم يتزعز عن مبدأه في دعم القضية الصحراوية العادلة في جميع المحافل الإقليمية والدولية».
لا تنازل عن شخصيتنا في الغربة
حديثنا مع بن زرقة كشف لنا مدى ارتباطه وتعلقه الكبير بوطنه الجزائر، وعن ذلك يقول «أعيش في فرنسا منذ أن كان عمري ٨ سنوات، درست وكبرت هناك، ورغم ذلك حافظت على عادات وتقاليد الأجداد وعلى لغتي العربية، وبقيت مرتبطا بالوطن وأزوره في كل فرصة تتاح لي، ويعود الفضل في ذلك إلى الأب والجد، هذا الأخير الذي ناضل في سبيل استقلال الجزائر، وسعى لأن يربي أبناءه وأحفاده على حب الوطن. كان يسرد لي قصص النضال والكفاح أثناء الثورة التحريرية، ويعطيني لمحة عن بيان أول نوفمبر والمجاهدين والشهداء، كان الأب يأمرنا الحديث باللغة العربية داخل البيت، والحفاظ على عاداتنا وتقاليدنا العربية والإسلامية. بصراحة عندما أسمع النشيد الوطني اذرف الدموع حبا في الجزائر، وفي زيارتي وقفت على حقائق تاريخية حدثني عنها جدي» .
وجه يفري بن زرقة، رسالة إلى الشباب الجزائري داخل وخارج الوطن، قائلا: «ثمن استقلال الجزائر كان غاليا، مليون ونصف المليون شهيد، على الشباب أن يحافظ على رسالة الشهداء ووحدة الوطن وعلى المكتسبات التي تحققت بعد الاستقلال، وأن يكون في مستوى تضحيات الأسلاف. فخدمة البلاد مسؤولية كبيرة عمادها الشباب، الذي أظهر في اكثر من مرة اخلاصه ووفائه للوطن، وعلى جميع المسؤولين أن يدعموا هذه الفئة ويوفروا لها كل الإمكانيات لتقوم بدورها كما يجب».