بعدما قضـى علـى آفة الإرهـاب واستأصـل شأفته

الجيش الوطني الشعبي في الصـفّ الأول لمكافحـة المخـدرات

فتيحة كلواز

ممثل وزارة الشـؤون الدينيــة: خطط التوعيـة والتحسيـس حـول مخاطـر المخـدرات

تحولت المخدرات، صلبة كانت أو مهلوسات، من كونها آفة اجتماعية إلى سلاح تستعمله الدول لضرب أمن واستقرار دول أخرى، فعندما يفقد الشباب عقولهم يصبحون أداة مطيعة في خدمة حروب غير تقليدية تخوضها الدول بالوكالة، والجزائر اليوم تعيش خطرا حقيقيا لأن المتربصين بها يريدون تآكلها من الداخل.

في السياق، نظم منتدى “الشّعب” بالتنسيق مع الجمعية الوطنية للتبادل بين الشباب ندوة عنوانها “التصدي للمخدرات.. قضية أمن قومي”، أبرز خلالها الخبراء تعرّض الجزائر لحرب غير تقليدية، المخدرات والأقراص المهلوسة سلاحها الأهم.
ولم تكد الجزائر ترتاح من حربها ضد الإرهاب والجماعات المسلحة، حتى وجدت أمامها عدوا من نوع آخر، يستعمل سلاحا بائسا موجها إلى صدور شريحة معينة هي الشباب والمراهقين في مختلف الأطوار التعليمية.

جنحـــة بــدل جنايـة

 في السياق، اقترح عبد القادر عفاني، وهو إطار سامي متقاعد بالمديرية العامة للأمن الوطني، أن تعطى صفة “جنحة” للقضايا الجنائية المتعلقة بالمخدرات، بدل “جناية”، لأنّ الأخيرة عندما تحال على العدالة تتطلّب وقتا طويلا للفصل فيها، بينما “الجنحة” تحتاج إلى وقت أقل.
لذلك - يضيف عفاني - من أجل تحقيق العدالة والصرامة يجب تسريع الإجراءات لمنع أي تماطل في قضايا المخدرات، وتكون رادعا لكل من تسوّل نفسه التلاعب بشباب الجزائر وأمنها القومي.
وقال: “عندما يعلم المجتمع أنّ جريمة متعلقة بالمخدرات فصل فيها القضاء وصدر ضدها حكم يقضي بعقوبة في وقت قصير، سيعلم أنّ العدالة تضرب بيد من حديد، وهنا اقترح أيضا تشديد عقوبات جنح المخدرات”.
ووصف عفاني الإحصائيات المسجلة والمتمثلة في حجز 38 طنّ من المخدرات و25 مليون قرص مهلوس بـ “الأرقام الخطيرة”، وقال إنها كميات رهيبة ساهم الجيش الوطني الشعبي في حجزها، وأكّد أنه بعد القضاء على الإرهاب، شرع في مكافحة الجريمة المنظمة سواء على المستوى الداخلي أو على مستوى الحدود.
وأكّد المتحدّث “على أهمية إدراج مواد تربوية لتوعية التلاميذ في مختلف الأطوار التعليمية المختلفة، لتعزيز الجانب الوقائي لدى التلاميذ”، خاصة إذا علمنا أنّ تلاميذ الطورين الثاني والثالث أهم المستهدفين لمروجي المخدرات، الذين يصطادون ضحاياهم بعناية لاستغلالهم في ترويج وبيع المخدرات، بسبب ابتعادهم عن الشبهة.

الشؤون الدينية.. دور محوري

 أما مدير ممثل وزارة الشؤون الدينية والأوقاف مسؤول الخطب المنبرية والتوجيه الديني في الوزارة، فقد كشف في تدخله أنّ الوصاية معنية بخطط التوعية والتحسيس حول مخاطر المخدرات، وقال “إنّ الجزائر تملك 20 ألف مسجد تستقطب 20 مليون مصل، ما يعني إلقاء الأئمة لـ 20 ألف خطبة كل جمعة حسب إحصائيات 2024”.
وأبرز المتحدث أنّ الوزارة أصدرت تعليمة بأن تكون خطبة الجمعة كل شهرين عن المخدرات، سواء تتناول الجانب التربوي للأبناء أو التوعوي للآباء أو الوازع الديني عموما، بالإضافة إلى الدروس الدينية التي تقام بين صلاتي المغرب والعشاء التي تبرز مفاسد المخدرات في المجتمع، سواء في الأسرة أو المحيط أو العلاقات الاجتماعية.
وقال إنّ الوزارة طلبت من الأئمة الخروج من المساجد إلى الساحات ليكونوا أقرب إلى المواطن، لذلك خصّصت موسم الإصطياف والعطل حملات تحسيسية وتوعوية تستهدف الشباب ومختلف الفئات المجتمعية في الشواطئ والغابات، وتحرص فيها الوزارة على تنقل الأئمة والمرشدات الدينيات لشرح خطورة المخدرات، التي تجاوزت كونها آفة اجتماعية إلى ظاهرة تهدّد الأمن القومي للجزائر.
ولم تغفل وزارة الشؤون الدينية - يقول المتحدث - عن أهمية اطلاع التلاميذ على هذا الخطر الداهم، والذي يهدّد المجتمع في كل أبعاده الاقتصادية، الثقافية، الاجتماعية، الأسرية والتربوية، لذلك حرصت الوصاية على إطلاق حملات تحسيسية حول خطر المخدرات في المدارس بالتنسيق مع وزارة التربية ومديرياتها التربوية، وفي جميع الأحياء الجامعية بالتنسيق طبعا مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي.وأكّد أنّ المراكز الثقافية الإسلامية 58 أيضا معنية بالجانب الوقائي والتوعوي، حيث تستقبل الأطفال لمراجعة الدروس قبل الامتحانات خاصة تلاميذ أقسام الامتحانات، حيث طلبت من الأئمة والمرشدات اغتنام تواجدهم بالمركز الثقافي للتحدث إليهم في موضوع المخدرات، كاشفا أنّ 2000 طالب والمتواجدين بمعاهد التكوين 15 يتلقون مادة حول المخدرات.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19755

العدد 19755

الأربعاء 23 أفريل 2025
العدد 19754

العدد 19754

الثلاثاء 22 أفريل 2025
العدد 19753

العدد 19753

الإثنين 21 أفريل 2025
العدد 19752

العدد 19752

السبت 19 أفريل 2025