طباعة هذه الصفحة

في ظل تعتيم إعلامـي صـارم..مبارك أحمد:

القمـع في المــدن المحتلة..المخزن يمعـن في الإجرام

علي مجالدي

تعتيم إعلامي صارم.. ووضع إنساني خطير بتواطؤ أطراف دولية

كل أجنبي من أوروبا والدول الاسكندنافية يُطرد فورًا من الإقليم دون أي تبرير قانوني أو قضائي

 قدّم مبارك أحمد، المكلّف بملف الأرض المحتلة للعمال الصّحراويّين في منتدى الشعب، مداخلة مطوّلة وصادمة، أعاد فيها تسليط الضوء على واقع الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في الصّحراء الغربية المحتلة، مشيرًا إلى خطورة الوضع الإنساني وتواطؤ أطراف دولية في تغطيته وتبريره.

 أكّد المتدخّل منذ البداية أنّ الوضع في المدن الصّحراوية المحتلة لا يمكن وصفه إلّا بكونه وضعًا “لا إنسانيا” –في إشارة إلى الانتهاكات التي تفوق المعايير الإنسانية المقبولة– حيث يستمر الاحتلال المغربي في ممارسة صنوف القمع والتنكيل ضدّ المدنيّين الصّحراويّين، في ظل تعتيم إعلامي صارم. وأوضح أنّ الصّحراء الغربية تُعد اليوم من بين أندر المناطق في العالم التي لا يسمح فيها للإعلام الدولي بالدخول، كما تمنع السلطات المغربية بشكل ممنهج المراقبين الدوليّين والمنظمات الحقوقية من زيارة الإقليم.وفي نفس السياق، كشف السيد مبارك أنّ كل أجنبي –خصوصًا من أوروبا والدول الاسكندنافية– يُطرد فورًا من الإقليم دون أي تبرير قانوني أو قضائي، ما يدل، بحسبه، على نية سلطات الاحتلال إخفاء جرائمها الممنهجة، وتجنّب أي تغطية دولية يمكن أن تفضح ممارساتها القمعية في حق الشّعب الصّحراوي. وأضاف أنّ الأمر لا يتعلّق فقط بحجب الصوت الصّحراوي عن العالم، بل أيضًا بمحاولة طمس أدلة الانتهاكات، خاصة تلك المرتكبة ضدّ المتظاهرين السلميّين الذين يطالبون بحق تقرير المصير.كذلك أبرز أنّ وضعية الأسرى المدنيّين الصّحراويّين في السجون المغربية تُعَدّ كارثية بكل المقاييس، حيث يتعرّضون للضّرب المنتظم، والعزل في زنازين انفرادية، والمعاملة العنصرية المقيتة، وهي –كما أشار– أساليب تقليدية دأبت الأنظمة الاستعمارية على استخدامها لترويض الشعوب.علاوة على ذلك، أشار مبارك أحمد إلى أنّ النظام المغربي لا يزال بمنأى عن أي محاسبة دولية، وذلك بسبب الدعم المباشر الذي يتلقاه من فرنسا والكيان الصّهيوني، رغم تجاوزه لكل الخطوط الحمراء في قمعه لشعب أعزل.
بالإضافة إلى القمع الميداني، تطرّق مبارك إلى جرائم الحرب التي يرتكبها المغرب في الأراضي المحرّرة من الجمهورية العربية الصّحراوية، عبر استخدام الطائرات المسيّرة صهيونية الصنع، التي تستهدف مدنيّين بشكل مباشر. وقد تمّ، وفق قوله، توثيق مقتل العشرات من المدنيّين، من جنسيات مختلفة، بما في ذلك موريتانيون وجزائريون، حيث لقي ثلاثة مدنيّين جزائريّين مصرعهم جرّاء هجمات مباشرة نفذتها طائرات مسيّرة مغربية، سلّمت له من طرف الكيان الصّهيوني، ما يشكّل جريمة حرب مكتملة الأركان.
وأوضح المتحدث أنّ هذه الجرائم لا تمس فقط الصّحراويّين، بل تتعدى حدود الصراع، لتستهدف مواطني دول الجوار، ما يؤكّد –حسب قوله– أنّ الاحتلال المغربي لا يحترم أي عرف دولي أو قانون إنساني.