طباعة هذه الصفحة

قسم جديد تحــت الأرض.. انتهاك صـارخ للحقوق

سجون ومعـتقلات الاحتلال تـتحوّل إلى زنازين لـلموت

بقلم: حسن قنيطة مدير عام هيئة الأسرى بغزة
سجون ومعـتقلات الاحتلال تـتحوّل إلى زنازين لـلموت
قييم هذا الموضوع
(0 أصوات)

 مرّة تلو الأخرى استغلّت حكومة المستوطنين في دولة الفصل العنصري حالة الصمت الفاجر والخجل المطبق التي تسود المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية الدولية المختلفة لتخرج حكومة الاحتلال أقبح ما لديها، وأقذر ما تفتقت عنه عقلية التطرف والإجرام للامعان في التعذيب والتنكيل وصولا للقتل بحق أسرانا ومناضلينا في سجون الاحتلال.

 جرائم صهيونية تحت مظلة الجريمة المنظّمة إما خارج نطاق القانون أو ضمن محاولة شرعنه قانون الإعدام بحق أبنائنا في السجون والمعتقلات التي اكتظت بالفلسطينيين بعد السابع من أكتوبر، والتي تعكس حالة غليان الصراع وارتفاع وتيرة منسوب الأفكار الفاشية لدى الجهات المختلفة في دوله الاحتلال، والتي تجلّت بفيديو نشر في الإعلام الصهيوني تحت ما يعرف اسم قسم (الريخيبت)، حيث يعرض افتتاح قسم جديد للأسرى الفلسطينيين تحت الأرض ومغلف بجدران سميكة وحساسات إلكترونية، وألوان طليت جدرانها وأبوابها بالقائم لزيادة العتمة والاستعجال بقدوم حلكة الظلام على الأسرى والمعتقلين لرواد قسم التعذيب والقتل الموجهة، وطرق حديثة لمنع الهواء وأشعة الشمس لعدم معرفة الوقت ومواعيد النهار والليل ليكون القتل والموت البطيء هنا.
كما صرّح وزير القتل بن غفير جهارا ونهارا أمام إعلامهم المجند للترويج لفكرة الموت، الذي ينتظر المعتقلين والأسرى الفلسطينيين حيث افتتاح هذا القسم يدعو صراحة للتعذيب والقتل والإعدام الجماعي والفردي ضد المعتقلين الفلسطينيين.
بن غفير يدرك أنّ الهجمة المسعورة التي يشنها الوسط السياسي والأمني والقضائي والإعلامي في دولة الاحتلال ليس بسبب أحداث السابع من أكتوبر بل بهدف حرف الوعي وجعل الأسرى في قلب دائرة الاستهداف اليومي لما يمثلونه من معنى وجوهر لأصل الحكاية ومحاولة إرهاب الفكر وشل الوعى الفلسطيني الذي دوما كان الأسرى والمعتقلين حبر القلم وأوراق الصياغة للانطلاق نحو تطور الفكر الكفاحي لمواجهة الاحتلال.
لذا نرى افتتاح سجون ومعسكرات وبركسات اعتقال من أقصى الشمال للجنوب وفي كل الاتجاهات تشيد من جديد وتفتح أبوابها وتلتف أسلاكها الشائكة حولها بهدف حبس الروح الكفاحية الفلسطينية وتشويه صوره الصمود والكفاح والبطولة التى تميز بها الأسير والمعتقل الفلسطيني يحث يحاول عبثا بن غفير إظهار صورة أسرانا أذلاء منكسرين معذبين مرهقين ومحاطين بإجراءات رعب وإرهاب وكلاب بوليسية في محاولة لإعادة عقارب الساعة للوراء وتدنيس حقب الكفاح للحركة الوطنية الأسيرة.
نؤمن أنّ أسرانا ومعتقلينا كلما طال أمد حرب الإبادة والتطهير في غزة هاشم كلما تصدر أسرانا ومعتقلينا المشهد الأسوأ والأعنف في سجل الحركة الوطنية الأسيرة التي أصبح اليوم مطلوب رأسها لما تمثله من حالة نضالية متقدمة تستوجب التركيز الآن على الحراك الحقوقي والإعلامي لتهيئة الظرف العام لكل المؤسسات الحقوقية والدولية المختلفة أولا لإعادة المصداقية والاعتبار لرسالتها المهنية، ومن ثم لحماية أسرانا كما نصت عليه مبادئ حقوق الإنسان والقانون الدولي من حكومة منفلتة ومجتمع أصبح يستنشق ويعيش على مبادئ السادية والفاشية والانتقام ونظريه الفناء للكل الفلسطيني.