طباعة هذه الصفحة

يواجهون الإبادة فى السجون الصهيونية

مؤسّسات الأسرى تعلن عن استشهاد معتقلين من قطاع غزّة

مؤسّسات الأسرى تعلن  عن استشهاد معتقلين من قطاع غزّة
قييم هذا الموضوع
(0 أصوات)

 

أعلنت مؤسّسات الأسرى (هيئة شؤون الأسرى والمحرّرين ونادي الأسير الفلسطيني، ومؤسّسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان) عن استشهاد معتقلين من قطاع غزّة، وهما: محمد عبد الرحمن هويشل ادريس (35 عاماً)، ومعاذ خالد محمد ريان (31 عاماً).
أوضحت المؤسّسات في بيان مشترك، أنّ المؤسّسات أبلغت باستشهاد المعتقل ادريس عبر هيئة الشؤون المدنية أول أمس الموافق 29/11/2024 في سجن (عوفر)، فيما تلقت نبأ استشهاد المعتقل معاذ ريان بعد مراسلة جيش الاحتلال للفحص عن مصيره، وفي الردّ تبيّن أنّه استشهد في تاريخ 2/11/2024، دون الإفصاح عن مكان استشهاده. وبيّنت المؤسّسات، أنّ المعتقل محمد ادريس وبحسب عائلته لم يكن يعاني من أيّة مشاكل صحية قبل فقدانه بتاريخ 25 أوت 2024، أما المعتقل ريان فهو يعاني من شلل كامل قبل اعتقاله في تاريخ 21 تشرين الأول/ أكتوبر 2024.
وأضافت، أنّه سبق أن أعلن خلال شهر نوفمبر المنصرم، عن استشهاد أب ونجله في سجون الاحتلال بعد أن تمكّنت مؤسّسة (هموكيد) من أخذ ردّ من المحكمة العليا للاحتلال عن مصيرهما، وهما: منير عبد الله محمود الفقعاوي (42 عاماً)، ونجله ياسين منير الفقعاوي (18 عاما)، ليرتفع عدد شهداء الحركة الأسيرة منذ بدء الحرب إلى (47) شهيدا، وهم فقط الشهداء الأسرى الذين تلقت المؤسّسات بياناتهم، فيما يواصل الاحتلال إخفاء العشرات من معتقلي غزّة الذين استشهدوا بعد الحرب في سجون ومعسكرات الاحتلال.
وفي هذا الإطار، تؤكّد مؤسّسات الأسرى، أنّ الكشف عن المزيد من الشهداء في صفوف معتقلي غزّة، ممّن ارتقوا خلال الشهور الماضية، ومن أيام، يعني أنّ الاحتلال ماض في جرائم التّعذيب الممنهجة، إلى جانب الجرائم الطبيّة، وجريمة التّجويع، وجرائم الاغتصاب، والاعتداءات الجنسية بمختلف مستوياتها، هذا عدا أدوات التّنكيل غير المحدودة، ومنها عمليات التقييد المتواصلة، وتحويل كلّ التّفاصيل في بنية المعسكر والسّجن إلى أداة للتّعذيب والسّلب والحرمان.
كما وتُؤكّد المؤسّسات على أنّ مستوى الشهادات والمعطيات الصادمة والمروّعة التي تتابعها المؤسّسات حتى بعد مرور أكثر من 400 يوم على حرب الإبادة، تقودنا يوميا إلى وجه آخر من أوجه الإبادة وهي الجرائم المتواصلة بحقّ الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال ومعسكراته.
وأشارت المؤسّسات إلى أنّ عامل الزمن يشكّل اليوم الحاسم الأبرز لمصير آلاف الأسرى في سجون الاحتلال ومعسكراته، فالآلاف من الأسرى والمعتقلين المرضى والجرحى، الذين تحمّلوا إجراءات منظومة السّجون وجرائمها في بداية الحرب، لم يعد لديهم القدرة على ذلك اليوم، كما أنّ أوضاعهم الصحية في تراجع واضح، والعديد من الأسرى الأصحاء تحوّلوا إلى مرضى بفعل استمرار انتشار الأوبئة والأمراض وجريمة التّجويع، وهذا ما نلمسه يومياً سواء من خلال الزيارات، ومن خلال المحاكم.
ولفتت المؤسّسات إلى أنّ استمرار الأوضاع الكارثية التي يواجهها الأسرى ومنهم المرضى والجرحى بشكل خاصّ، من المؤكّد أنّه سيؤدّي إلى استشهاد المزيد من الأسرى في سجون الاحتلال ومعسكراته، فلم يعد لدى المؤسّسات المختصّة القدرة على حصر أعداد المرضى في السّجون نتيجة لتفشّي الأمراض بين صفوفهم، واعتقال المزيد من الجرحى.
علماً أنّ أعداد الشهداء الأسرى والمعتقلين هو الأعلى تاريخيا مقارنة مع المراحل التي شهدت فيها فلسطين انتفاضات وهبات شعبية تاريخية. كما وأشارت المؤسّسات إلى قضية هامّة، وهي تعمّد جيش الاحتلال في التلاعب في الإجابات على مراسلات المؤسّسات المختصّة، وهذا الأمر تكرّر في العديد من الحالات، حيث أنّ جيش الاحتلال يتعمّد في بعض الحالات الإجابة بعدم توفر معلومات عن المعتقل أو أنّه غير متواجد، ليتبين لاحقا بردّ آخر أنّه معتقل، أو أنّه اُستشهد، وكانت آخر هذه القضايا قضية الشهيدين الفقعاوي، حيث كان ردّ الجيش الأول أنّه غير متواجدين، وبعد جهود قانونية تبين أنّهما اُستشهدا.
وحمّلت المؤسّسات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن استشهادهم، لتُضاف هذه الجرائم إلى سجلّ الجرائم التاريخية للاحتلال منذ عقود طويلة، والتي وصلت إلى ذروتها مع استمرار حرب الإبادة بحقّ شعبنا في غزّة، التي تشكّل المرحلة الأكثر دموية في تاريخ صراعنا الطويل مع الاحتلال. وأشارت المؤسّسات، أنّه وباستشهاد المعتقلين ادريس وريان، فإنّ أعداد الشهداء الأسرى المعلومة هوياتهم منذ عام 1967، ارتفع إلى (284)، إلى جانب عشرات الشهداء الأسرى الذي يواصل الاحتلال إخفاء هوياتهم، وظروف استشهادهم، ومعتقلين آخرين تعرّضوا للإعدام، ومن العدد الإجمالي لشهداء الحركة الأسيرة فإنّ عدد الشهداء الأسرى بعد تاريخ السابع من أكتوبر ارتفع إلى (47)، ممّن تمّ الإعلان عن هوياتهم من قبل المؤسّسات المختصّة.
وجدّدت المؤسّسات مطالبتها للمنظومة الحقوقية الدولية، المضيّ قدما في اتخاذ قرارات فاعلة لمحاسبة قادة الاحتلال على جرائم الحرب التي يواصلون تنفيذها بحقّ شعبنا، وفرض عقوبات على الاحتلال من شأنها أن تضعه في حالة عزلة دولية واضحة، وتعيد للمنظومة الحقوقية دورها الأساس الذي جاءت من أجله، ووضع حدّ لحالة العجز المرعبة التي طالتها في ضوء حرب الإبادة، وإنهاء حالة الحصانة الاستثنائية التي منحتها دول الاستعمار القديم لدولة الاحتلال باعتبارها فوق المساءلة والحساب والعقاب. ـ يبلغ عدد الأسرى في سجون الاحتلال الذين اعترفت بهم إدارة السّجون حتى بداية شهر نوفمبر أكثر من عشرة آلاف و200، فيما تواصل فرض جريمة الإخفاء القسري بحقّ المئات من معتقلي غزّة في المعسكرات التابعة لجيش الاحتلال. - من بين الأسرى (90) أسيرة، وما لا يقلّ عن (270) طفلا، و(3443) معتقلا إداريا، بينهم (28) من النساء، و(100) طفل.
• آلاف الأسرى الفلسطينيين يواجهون وجها آخر من أوجه الإبادة
قال نادي الأسير الفلسطيني، إنّ آلاف الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال، إلى جانب معتقلي غزّة في المعسكرات التابعة لجيش الاحتلال، يواجهون وجهاً آخر أوجه الإبادة، مع استمرار تصاعد الجرائم الممنهجة بحقّهم -وغير المسبوقة- بمستواها وكثافتها منذ بدء حرب الإبادة بحقّ شعبنا في غزّة، وأبرزها جرائم التّعذيب، والتّجويع، والجرائم الطبيّة، والاعتداءات الممنهجة بمستوياتها المختلفة ومنها الاعتداءات الجنسية، وعمليات التّنكيل والسّلب، والحرمان، التي تمارس بشكل لحظيّ بحقّهم، دون أدنى اعتبار للقوانين والأعراف الدولية الإنسانية، والتي أدّت إلى استشهاد 45 أسيرا ومعتقلا منذ الحرب، وهم فقط المعلومة هوياتهم، ومن تمّ الإعلان عنهم.
وتابع نادي الأسير في بيان خاصّ بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، “إنّ التّحولات الخطيرة التي فُرضت على الأسرى منذ بدء حرب الإبادة، يتعاظم ثقلها مع مرور الوقت على الأسرى، فالآلاف من الأسرى، وتحديداً من يواجهون أحكاما عالية بالسّجن، ومن مرّ على اعتقالهم أكثر من عام، والمرضى منهم والجرحى، يواجهون تهديدا مضاعفا على مصيرهم، فالأسير المريض الذي كان لديه القدرة على تحمّل ومواجهة الظروف الاعتقالية الصعبة قبل الحرب، وفي أول الحرب، فعليا لم يعد قادرا على ذلك مع استمرار وتيرة الجرائم بحقّهم وتحديدا الجرائم الطبيّة المتمثلة بحرمانهم من العلاج، والتعمّد بنشر الأوبئة والأمراض بين صفوفهم.
ولفت نادي الأسير، إلى أنّ المعطيات كافة التي تتعلّق بواقع الأسرى اليوم، تؤكّد أنّ أعداد الشهداء بين صفوف الأسرى ستتصاعد إن استمرّ مستوى الجرائم الممنهجة الراهنّة بحقّهم. ووجّه نادي الأسير، تحية لكلّ الأحرار في العالم الذين رفعوا صوتهم واستمروا بذلك رغم الضغوط الكبيرة التي فرضتها بعض الأنظمة الدولية المساندة للاحتلال.
ويؤكّد نادي الأسير، أنّه وفي ضوء قرار المحكمة الجنائية الدولية بإصدار مذكرات اعتقال بحقّ مجرمي الحرب نتنياهو وغالنت، إضافة إلى القرارات التي سبق أن أصدرتها محكمة العدل الدولية، كلّه يصبّ في مسار النضال الحقوقي والقانوني الدولي، الذي حاول الاحتلال بجرائمه وحالة الاستثناء التي منحت له من بعض القوى الدولية، أن يسلب المنظومة الحقوقية دورها الإنساني العالمي، ويضعه تحت جملة تساؤلات كبيرة.
وشدّد نادي الأسير، على الاستمرار في السعي نحو نضال حقوقي وقانوني عالمي من أجل محاسبة قادة الاحتلال الذين يواصلون ارتكاب المزيد من جرائم الحرب، وبدعم من قوى دولية واضحة، وذلك رغم صوت الأحرار الذين يطالبون بحرية شعبنا وحقّه في تقرير المصير، وإنهاء المظلومية التاريخية المستمرّة منذ عقود طويلة.
وفي هذا الإطار، دعا نادي الأسير مجدّداً أبناء شعبنا في الضّفة إلى المشاركة الفاعلة يوم 1/12/2024، في الوقفات الإسنادية التي دعت لها مؤسّسات الأسرى والقوى، والأطر الوطنية والشعبية، لأبناء شعبنا في غزّة، وأسرانا في سجون الاحتلال، وذلك الساعة 12 ظهرا في الأماكن التي أعلن عنها ضمن الدعوات المرفقة.
جمعية نادي الأسير الفلسطيني - مؤسّسات الأسرى والقوى الوطنية والإسلامية والفعّاليات الوطنيّة وكافة الأطر الشّعبية في مختلف محافظات الضّفة.