طباعة هذه الصفحة

قالها بن مهيـدي وأثبـت صدقهـا التاريـخ

ثورة التحرير احتضنها الشعب الجزائري

الأستاذ الدكتور حكيم بن الشيخ جامعة يحيى فارس - المدية

 استراتيجيـــة ثوريـة محكمــة لإحبـــاط مخطّطات الاستعمــــار

 الاستعمـار الفرنسـي سعـى إلى عـزل الجزائريّين عـن ثورتهــم

سعت إدارة الاحتلال الفرنسي ما في وسعها لإنجاح مخططاتها الرامية إلى عزل الجزائري عن ثورته، إلا أن قيادتها أدركت منذ الوهلة الأولى ضرورة دخول المعركة بكتلة موحدة واسعة ومحددة الأهداف، ممثلة في جبهة التحرير الوطني التي أخذت على عاتقها مسؤولية تفجير الثورة تنظيم فئات الشعب الجزائري، وتسخيرها لخدمة القضية الوطنية، من خلال وضع استراتيجية محكمة لانطلاقة فاعلة ومؤثرة، وذلك لبعث الكفاح المسلح في الداخل الخارج.

 من خلال هذه الورقة البحثية أحاول دراسة مختلف الجهود التي تنم عن التضامن الشعبي في إطار حزب جبهة التحرير المعبر والناطق الرسمي للثورة الجزائرية، وأبين تأثيرها الايجابي على توفير الدعم والمؤازرة وسأنطلق من إشكالية رئيسية مفادها معرفة حجم الثقل الشعبي لثورته وأثره على دعمها سياسيا وعسكريا، ونهدف من خلال ذلك إلى توضيح حقيقة التضامن الشعبية المكرسة في ظل المواجهة الشرسة من قبل المستعمر، الذي شكك منذ البداية في نجاحها واحتضانها عبر مراحلها المختلفة، وخلصت الدراسة إلى رصد نتائج مهمة منها أن حركة التضامن الشعبية كانت عفوية وفعالة في دعم المسار الثوري، رغم تدخلات الإدارة الاستعمارية بمخططاتها ورجالاتها السياسيين والعسكريين للتأثير عليها ولو بشكل معنوي في ظل الضربات القوية لجيش التحرير، الذي أظهر عن قوة غير مسبوقة وعزم راسخ على التحرر نهائيا من ربق هذا الأسر الذي طال أمده.
وقد صدقت مقولة الشهيد العربي بن مهيدي حين قال: “ألقوا بالثورة إلى الشارع يحتضنها الشعب”، في إشارة إلى مدى ما بلغته الثورة في نفوس الجزائريين، وكان ذلك خلال اجتماع مجموعة الاثنين والعشرين والذي خلص إلى نص بيان أول نوفمبر 1954م الذي راهن منذ البداية على التفاف واحتضان الشعب لها.
عملت جبهة التحرير الوطني على إقناع الجماهير الشعبية بضرورة الانضمام للكفاح المسلح، وحتمية تسخير كافة الوسائل الممكنة التي تتماشى وتطورات الثورة الجزائرية من أجل توحيد كل الطاقات، كما عملت على تعزيز الانخراط الجماعي لمختلف المكونات الاجتماعية، وانعكست مظاهر ذلك في مختلف الآليات والوسائل المسخرة حيث شملت كثيرا من الميادين والمجالات، وهو ما نصّت عليه مختلف مواثيق الثورة والمناشير، التي تؤكد للجميع أن تجنيد الطاقات الشعبية هو بمثابة نقطة الارتكاز لنجاح مشروع الثورة وتحقيق أهدافها، وازداد التمسك بهذا المبدأ بالنظر إلى السياسة الاستعمارية التي كانت موجهة لضرب التلاحم الشعبي والثورة، والذي ظهر ذلك بشكل واضح في إطار الحرب النفسية التي اعتمدها الاستعمار القائمة على تشويه صورة الثورة ومن خلالها جبهة التحرير الوطني، كما لم تتوقف الاستراتيجية الاستعمارية عند هذا الحد، بل سخرت كل الوسائل العسكرية من قمع وتشريد بهدف إفشال منظومة التعبئة الشعبية لجبهة التحرير الوطني.

دور المكوّنات الاجتماعية في الثّورة التحريرية

برزت الحاجة إلى الدعم الشعبي للثورة من خلال مواثيقها، ويمكن أن نستشف ذلك من خلال أدبيات بيان أول نوفمبر، حيث أكدت على الحضور الشعبي في العمل الثوري، فكان الخطاب موجها على وجه الخصوص إلى الشعب ونجده في عبارة: “أيّها الشّعب الجزائري”، كما حمل مفجرو الثورة مصير المشروع المسلح إلى الشعب وهو ما جاء في البيان كما يلي: “أنتم الذين ستصدرون حكمكم بشأننا نعني الشعب بصفة عامة والمناضلين بصفة خاصة، وقد كانت جبهة التحرير مفتوحة لكل الجزائريين باختلاف انتماءاتهم السياسية، ولعل بيان أول نوفمبر قد فصل منذ اللحظة الأولى في طبيعة الثورة وشكل مطالبها، بهدف إبعاد أي غموض أو تشكيك في حقيقتها وبعدها الاجتماعي والوطني، ويظهر ذلك في الشكل التالي: “بأن نوضّح لكم مشروعنا والهدف من عملنا، ورغبتنا أيضا أن نجنبكم الالتباس الذي يمكن أن توقعكم فيه الامبريالية وعملائها وبعض محترفي السياسة الانتهازية”.
ولقد استخدم الجيش الفرنسي أعنف وأعتى الوسائل كالاعتقال، وتحطيم المحلات التجارية والتعذيب والاغتيالات من أجل كسر وتعطيل الإضراب والوقوف في وجه الفدائيين، هذا ما سمي بـ “معركة الجزائر”. وقد كانت أداة القمع والتسلط الفرنسي ووحشيته فائقا لكل التصورات، ممّا تسبّب في الكشف عن الصورة البشعة للشرطة والجيش الفرنسيين، لاسيما لدى الرأي العام العالمي، حيث قتل كثير من الجزائريين، والآلاف من المفقودين والمعتقلين في السجون ومراكز الاعتقال، وقد أبرز سكان الحضر - دعمهم للثورة - على غرار سكان البادية منذ أوت 1955م، فقد فتحت فيدرالية جبهة التحرير بفرنسا جبهة ثانية، وتقرّر الهجوم على مراكز الشرطة بتاريخ 25 أوت 1957م، وكذا حرق مستودعات النفط، وتخريب معامل التكرير، وقد أسفرت حصيلة هذه المعركة التي دامت بضعة أسابيع عن تنفيذ حوالي 242 هجوماً ضد 181 هدفاً و 56 عملية تخريب ونقلت على إثره الحرب إلى الأراضي الفرنسية.
وفي داخل البلاد، تضاعف نشاط القتال في الجبال ومواقع أخرى واتسع، وعلى وجه الخصوص بالجنوب حيث فتحت في نهاية سنة 1957م جبهة صحراوية.
ولقد كان العمل بمقتضى مواثيق الثورة من أنجع الطرق، وبل أهمها على الإطلاق لبعث التنظيم والمنهجية في صفوفها والتي منها بيان أول نوفمبر، وثيقة الصومام ووثيقة مؤتمر طرابلس. هذه المواثيق، التي تؤرخ المراحل حاسمة ومنعطفات مفصلية في مسار الثورة، تعكس في مجملها الصراعات الداخلية، بين قادة الثورة حول الخيارات السياسية والإيديولوجية من جهة، وحول شرعية من يحكم في الجزائر المستقلة من جهة ثانية، ومن هذا المنطلق وجب التعرض إلى مجالات هذا التنظيم وهو كالآتي:

التّعبئة السياسية والمدنية للجماهير

عملت جبهة التحرير الوطني على إنشاء نظام سياسي وإداري يهتم بالشؤون السياسية والمدنية لجيش التحرير بهدف تنظيم عملية التعبئة الشعبية في مشروع الثورة، حيث أوجدت المحافظ السياسي في هرم قيادة جيش التحرير، وبالمقابل أوجدت مجالس الشعب في التنظيم الإداري.
لقد كان هدف القيادة الثورية من إعادة الهيكلة أن استهدفت تغيير الوضع السيء للشعب الجزائري ومواجهة فرنسا الاستعمارية. كما تصدت المختلف الإجراءات الفرنسية بإجراءات مضادة عسكريا وسياسيا مما زادها دعما وقوة وانتشارا وانتصارا، واختيار الكفاءات لإنجاز المهمات التي تتطلبها الثورة، بالإضافة إلى هيكلة المنطقة بشقيها السياسي والإداري وفق المعطيات التي أحدثتها وأفرزتها مراحل الثورة، وجعلها تتماشى والمستجدات الجديدة على الساحة السياسية والعسكرية، وبالخصوص بعد أن غطت الثورة مناطق واسعة من البلاد ودخلت كل فئاته في معركة التحرير الوطني وبقيت بذلك وحدة النظام للهياكل السياسية والعسكرية للثورة، كما وضعت الترتيبات اللازمة والتنظيمات المختلفة سياسيا وعسكريا، وكذا العمل على تصعيد عمليات الكفاح المسلح، وتقييم كل مرحلة من مراحل عمر الثورة، مما تمخض عنه عدة قرارات سياسية وتنظيمية واجتماعية زادت الثورة قوة وتنظيما وشمولية مكّنتها من إحراز الانتصارات الداخلية والخارجية المتتالية، وبإيجاد وانتهاج باستراتيجية تضمن استمرار الثورة وتتجاوز النقائص وتحدد الأولويات من جهة، ومن جهة ثانية تحدي للضغوطات المستجدة للاستعمار الفرنسي، وتحقيق الاستقلال التام.

دور المحافظ السّياسي في التعبئة

أكّدت جبهة التحرير الوطني على حتمية المشاركة الشعبية الواسعة في الثورة التحريرية من خلال مواثيقها، ولذلك يعتبر بيان أول نوفمبر 1954م أول وأهم وثيقة إعلامية تصدرها الثورة، حيث حرص صناع أول نوفمبر من خلالها على الاتصال مع الهيئات والمنظمات السياسية وغير السياسية والمناضلين، وكافة أفراد الشعب الجزائري عبر مختلف مناطق الجزائر حتى يؤكّدوا حقيقة هذه المنظمة الجديدة التي كانت وراء تفجير الثورة، فضلا عن شرح وتفصيل الأهداف المتوخاة من العمل المسلح.
عملت جبهة التحرير على إنشاء المراكز وتنظيم اللجان الشعبية وذلك بهدف تجسيد الأهداف الاستراتيجية لمشروع الثورة والتي حددها بيان أول نوفمبر، كما يسمح هذا التنظيم بتوفير الإمكانيات المادية والمعنوية للثورة في جوانب عدة، خاصة ونحن نعلم أن انطلاق الثورة كان بإمكانات بسيطة.
وعن دور الشعب في إنجاح المشروع الثوري، يقول العربي بن مهيدي: “إنّنا سندخل مرحلة جد خطيرة وشاقة طالما نادى بها المناضلون..إنّها ليست بالأمر السهل، فعليها يتوقف مصير الوطن..فإن صمدنا وقاومنا، وحسنت تصرفاتنا وعملنا على احتضان الشعب لثورته في الأرياف والقرى والمدن نكون قد بلغنا الأمانة وأدينا الرسالة والنصر حليفنا مهما كانت الأحوال.
ومن المهام التي أوكلت إليه نذكر:
- جمع التبرعات والهبات وفرض الغرامات وتتم هذه العملية من خلال تحديد مساهمة مالية توجه الى الثورة، وتخص كل الرجال الذين يصل سنهم 18 سنة، وحددت هذه المساهمة بشكل يتلاءم مع وضعية كل فرد، حيث تم اعفاء الفقراء وتحديد قيمة مالية خاصة بالأغنياء.
- السهر على عملية الحراسة ومتابعة عمل المسبلين من المهام الموكلة إلى المحافظ السياسي الاشراف على المراقبة الليلية على مستوى الدواوير، كما توكل اليه مهمة اختيار المسبلين الذين تتوفر فيهم شروط القيام بالمهمات الموكلة اليهم، والذين يتوفرون على الصحة الجيدة والمعفون من الالتزامات العائلية، لأن العمليات الموكلة اليهم ترتبط بتدمير الجسور والطرق والمسارات والسكك الحديدية وحرق المزارع، وتنفيذ الغارات والمشاركة في الكمائن، كل هذا يقتضي استعدادات خاصة من طرف المسبلين.
- المجالس الشعبية: يتكوّن مجلس الشعب في كل دوار من 05 أعضاء ومسؤول، ينتخبون من طرف الجماهير الريفية، وهم مكلفون بجمع المال التموين الأخبار، الأمن، ويساعدهم في ذلك مسؤولو المداشر.
مسؤول المجلس: من مهامه ما يلي:
-  السهر على تنفيذ التعليمات والتوجيهات المقدمة من طرف القيادة العليا لجبهة التحرير الوطني.
-  القيام بتنشيط ومراقبة الهياكل النظامية في الدوار.
-  السهر على تطبيق قرارات المجلس الشعبي.
-  تنظم ويترأس اجتماعات المجلس.
-  مراقبة نشاطات الشرطة.
مسؤول الدّعاية والأخبار
لم تقتصر مهمة قيادة الثورة التحريرية على القيام بشن العمليات العسكرية ضد جيش الاحتلال وفقط وإنما تعدته إلى مهمة أخرى، تتجسد في توعية وتعبئة الجماهير بمختلف فئاتها وشرائحها الاجتماعية إقناعها بحتمية العمل المسلح كوسيلة لتحقيق الاستقلال، وبالتالي أكدت جبهة التحرير الوطني أن تحرير الجزائر مسؤولية جميع الجزائريين، ولا مسؤولية لطائفة من الشعب الجزائري، مهما كانت أهميتها، وقد أدركت الحكومة الفرنسة هذه الحقيقة وعرفت أن اتحاد الشعب وراء قادة الثورة هو الذي أعطاها هذه القوة والصرامة وهذا الصمود.
هذا وقد تولى مسؤول الدعاية مهام جمع المعلومات ونقلها إلى القيادة، وكان ذلك يتم عن طريق المسبلين الذين كانوا يقومون بجمع المعلومات والأخبار من العروش والدواوير، ويقوم بالإشراف على البريد وتنظيم شبكة الاستعلامات، كما يراقب تحركات العدو من حيث العدد والعتاد، ويحصي الشهداء والمساجين، والمجندين في صفوف الجيش الفرنسي، كما يحرص على كشف هويات الخونة بهدف ملاحقتهم من طرف قيادة جيش التحرير الوطني.
دور الإعلام والفنون
ولقد عملت جبهة التحرير الوطني على حشد الجماهير الشعبية للالتفاف حول الثورة من خلال العديد من الوسائل والأساليب من بينها المظاهرات الشعبية، التي أثبتت نجاعتها في دعم القضية الوطنية إدراكا منها لمدى أهمية البعد الشعبي في إنجاح الثورة الوطن وخارجه، كما عمل وقد جبهة التحرير من خلال إذاعة صوت العرب بالقاهرة على دعوة الجماهير الجزائرية للقيام بواجب الجهاد في سبيل الوطن، وحاول إقناع الشعب الجزائري بمبادئ الثورة وأهدافها وتكذيب ادعاءات السلطات الاستعمارية وأجهزتها الإعلامية والدعائية، قصد احتضانها من جميع شرائح المجتمع عن طريق نشر البيانات والنداءات المختلفة ولقد استطاعت هذه الإذاعة أن تعطي نفسا جديدا للثورة الجزائرية، وأن تعمق وجودها في نفوس الجماهير الجزائرية، ومثال ذلك توجيه العديد من الرسائل إلى الشباب الجزائري المقيم بفرنسا تدعوهم فيها للانضمام إلى الجبهة ومساندتها بكل الوسائل الممكنة.
اعتمدت جبهة التحرير الوطني على المسرح والسينما للتعبير عن الثورة واستغلتهما كفضاء جامع للفنانين الجزائريين للتعبير عن رسالة الثورة، في مواجهة الاحتلال الفرنسي وهي فرصة أتيحت لهم لأداء أدوارهم التعريفية والتعبوية عن طريق الكلمة المباشرة، والتي عبرت بهدف وعمق عن معاناة الشعب الجزائري ودعوته للانضمام إلى الثورة ومؤازرتها.
وبالتالي يمكننا أن نقول بكل روية أن المحافظين السياسيين قد تمكّنوا من شحذ همم المواطنين ودفعهم للالتفاف حول الثورة، وبعدما أصبحوا مسؤولين على إذاعة ونشر أخبار وأوامر جبهة التحرير ومطبوعاتها، وأدركت سلطة الاحتلال أهمية الخطر الذي بات يشكله المحافظون السياسيون عليها، من حيث تأثيرهم الإيجابي على تماسك صفوف الثورة، وهو ما يجعل مهمة التأثير على المدنيين من طرف سلطات الاحتلال لاستمالتهم لتوظيفهم في مهمات تضر بسير حركة الثورة أمرا مستبعدا وبل بعيد المنال.
خــتامــا
 يمكننا من خلال هذا العرض المقتضب أن نبين واقع الاستعمار الفرنسي وسياسته، حيث كتبت جريدة “المنار” في هذا السياق قائلة: “فالنظام الاستعماري قائم على أسس واهية لا تعتمد إلا على القوة الوحشية وهي لا تدوم، وهو عاجز عن فرض نفسه على العقول بالقوة المنطقية وسريع الانهزام أمام مقتضيات العقل.
من الوجهة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، النظام الاستعماري هو عين الفوضى لخلوه من التوازن وعدم اعتماده على مقياس صحيح ففي الجزائر لم يراع فيها معاملة سكان البلاد، فأقام امتيازات تستند إلى العنصرية حتى أداه ذلك إلى تسوية مليون فرنسي بعشرة ملايين عربي. ومن الوجهة الروحية، فالنظام الاستعماري إنكار للحقائق الروحية إذ ينتج عنه الباطل والظلم والاستعباد والحقد والعنف.
لكن جبهة التحرير تمكّنت بفضل قياداتها رغم كل الادعاءات والممارسات والمغالطات الاستعمارية من كسب انضمام الشعب إلى مشروع الثورة، وذلك من خلال تعبئة الشعب وتنظيمه وتوظيفه في هيئات الثورة وتحديد مهامه كل ذلك شكّل سندا حقيقيا للأداء الثوري، وبالمقابل ساهم في الدعم اللوجستيكي من خلال المشاركة المالية والإعلامية والدعائية.
ولعل مرحلة الثورة وتداعياتها يمكن القول حولها إنما هي تبدل في نفسية الجزائري، الذي رفض الخنوع لسياسة المستعمر، فغير سياسته واستراتيجيته التي أضاءت له ما حوله، وكشفت عن مؤامرات ودسائس دبّرت في الخفاء.