طباعة هذه الصفحة

الصّمود الفلسطيني نسف المشروع الصهيوني.. عبد الحميـد هيمة لـ ”الشعـب”

المقاومة الفلسطينية.. وردة تطعــن الخنجــر

أكّد الدكتور عبد الحميد هيمة أنّ محنة الشعب الفلسطيني وحّدت الشعوب ضدّ الاحتلال، وأعادت القضية الفلسطينية للواجهة، كما نسف الصّمود مشروع التطبيع إلى الأبد، ووحّد المقاومة بجميع طوائفها ضدّ الكيان المحتلّ.
أشار الدكتور عبد الحميد هيمة، أنّ المقاومة الفلسطينية حقّقت نصرا تاريخيا على الكيان الصهيوني، وقال في تصريح لـ«الشعب”، “تشاء الأقدار أن تأتي رياح الذكرى السنوية الأولى لعملية طوفان الأقصى، وقد توسّعت هذه المقاومة، فإذا هي طوفان حقيقي وحّد كلّ الأمّة، ووحّد تيار المقاومة من اليمن إلى العراق ضدّ الكيان، تحت عنوان “وحدة الساحات”، بعد عام من المواجهة والصّمود، استطاعت هذه المقاومة الباسلة تحقيق كثير من الإنجازات”.
وأضاف: “ولعلّ أهم هذه الإنجازات الصّمود الأسطوري للمقاومة الفلسطينية على الرغم من إمكاناتها العسكرية المحدودة، ونحن اليوم نقف بكلّ فخر وشموخ بهذه المقاومة الباسلة التي غيّرت الصورة النمطية للجيش الصهيوني الذي لا يغلب. هذه الصورة تحطّمت وانهارت أمام ضربات المقاومة، كما غيّرت أيضا الصورة النمطية للإنسان العربي الذي يأكل على رأسه ويذبح ولا يستطيع أن يردّ، فهذه الصورة تحطّمت إلى الأبد..”
وأشار هيمة إلى أنّ هناك تغييرا كبيرا في الرأي العام الدولي، خاصّة في أمريكا والعالم الغربي إزاء القضية الفلسطينية، حيث رأينا على طول السنة الماضية خروج المسيرات الحاشدة المدعّمة للمقاومة، في أغلب العواصم الغربية احتجاجا على العدوان الصهيوني، فضلا عن المظاهرات في  عواصم الدول الإسلامية والعربية”..
وأشار المتحدّث - في السياق – إلى أنّ “الصّمود الفلسطيني نسف مشروع التطبيع إلى الأبد، ووحّد المقاومة بجميع طوائفها ضدّ الكيان المحتلّ، بل استطاع تجاوز وتخطّي كلّ مستويات الردع التي حاول المحتلّ ترسيخها خلال السنوات الماضية مع جبهة المقاومة، حيث تأكّد مجدّدا - في هذه الحرب - قدرة تيار المقاومة على الردع والانتصار على الصهاينة، وستنتصر إرادة المقاومة على همجية الاحتلال الصهيوني”.
ويضيف: “عندما نذكر الجزائر، فإنّنا نذكر المواقف المشرفة والوقوف الدائم مع القضية الفلسطينية، وكلّنا نذكر مقولة الرئيس الراحل هواري بومدين: “الجزائر مع فلسطين ظالمة أو مظلومة”، ثم إنّ الجزائر أول من فتح إذاعة للفلسطينيين باسم صوت فلسطين”..
وسجّل الأستاذ عبد الحميد هيمة، أنّ الجزائر – بقيادة رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبّون - دعّمت المصالحة بين الفصائل الفلسطينية، وجمعت شمل الفلسطينيين عام 2022، كما كان الإعلان عن قيام دولة فلسطين من الجزائر في عهد الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد عام 1988، وقال: “اليوم، الجميع يلحظ هذا الدعم الدبلوماسي الذي ما فتئت تقدّمه الجزائر في المحافل الدولية على غرار مجلس الأمن. لوقف حرب الإبادة على غزّة “.
أما على الصعيد الثقافي، فقد أكّد محدّثنا، أنّه لم تحظ قضية بالاهتمام بالقدر الذي حظيت به القضية الفلسطينية، مشيرا إلى أنّها شغلت بال الشعراء، وألهمت الروائيين والفنانين، الذين سعوا إلى إذكاء روح المقاومة والنضال والصّمود، في ظلّ ما يواجه الشعب الفلسطيني من اجتثاث ودحض لهويته، تحت وطأة الاحتلال الصهيوني.
وذكر هيمة - في السياق ذاته - أنّ المبدع الجزائري كان ومازال مع الحقّ الفلسطيني المشروع في تقرير المصير، خاصة وأنّ الجزائر عاشت ويلات الاستعمار البغيض، وخاضت مقاومة وثورة تحريرية شاملة، راح ضحيتها ملايين الشهداء، إلى أن تحقّق استرجاع الحرية والكرامة.
كما لفت المتحدّث إلى أنّنا في الجزائر، نرى أنّ استقلالنا سيبقى منقوصا، إذا لم تتحرّر فلسطين، ولم يتحرّر الأقصى الشريف أولى القبلتين وثالث الحرمين، وأكّد على أنّ القضية الفلسطينية حاضرة في كلّ المحافل والتظاهرات الثقافية التي نظّمتها وزارة الثقافة، دعما وإسنادا للمقاومة الفلسطينية، بل إنّ السلطات الجزائرية أجّلت  كلّ التظاهرات الفنية الكبرى المبرمجة تضامنا مع فلسطين، انطلاقا من موقف الجزائر الريادي والثابت الداعم للمقاومة الفلسطينية المشروعة.