غبطة، فرحة وابتهاج مصحوبة بزغاريد ممزوجة بالدّموع، هي لحظات فارقة في حياة المغتربين، عاشتها الجالية المقيمة بالخارج، مساء أول أمس، بعد الإعلان عن فتح جزئي للحدود البرية والجوية بعد عام ونصف من الغلق، خبر طال انتظاره، لمدة 14 شهرا.
منعت جائحة كورونا طيلة 14 شهرا، (تمّ الإغلاق في مارس 2020 )، ملايين المهاجرين الجزائريين من القدوم إلى أرض الوطن بسبب الغلق التام للحدود البرية الجوية والبحرية، بسبب المخاوف من انتشار الوباء في الجزائر، نظير الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها السلطات العليا في البلاد لحماية الجزائر من انتشار «كوفيد-19»، وقضاء الإجازة الصيفية في الجزائر، وتأثرت معهم مداخيل البلاد من العملة الصعبة.
مليون مهاجر منعتهم الجائحة
يتزامن إعلان الفتح الجزئي للحدود مع حول العطلة الصيفية التي هي على الأبواب، حيث حرم السنة الماضية حوالي مليون جزائري من قضاء عطلتهم في البلاد، الأمر الذي سيستدرك خلال هذه السنة ولو نسبيا، بسبب الفتح الجزئي واستمرار الوباء.
على ضوء إغلاق المجالين البحري والجوي للجزائر، وجدت السلطات نفسها أمام عملية إجلاء للرعايا العالقين بالخارج من غير المهاجرين، حيث تمكنت من إعادة أكثر من 36 ألف مواطن إلى الجزائر، في حين تم اعادة 900 من جثامين المهاجرين بالخارج، أغلبهم من فرنسا يقول نائب برلماني سابق.
وإلى جانب الآثار الاقتصادية، يرى أن «هناك تبعات اجتماعية، من منطلق أن آلاف المغتربين حرموا من حضور مناسبات في الجزائر سواء سعيدة أو حزينة أو حتى مناسبات دينية، مثل حضور جنائز اقربائهم المقربين مثل الوالدين والإخوة وألأخوات، ما خلّف تغيّرا في السلوك لدى المهاجرين وحدوث اضطرابات نفسية لديهم».
عبد الرحمان عية: خسائر بـ 1 مليار دولار
من جهته، يرى الأستاذ عبد الرحمان عية في اتصال مع «الشّعب»، أنه وبالرّغم من كل ما يقال عن حدوث خسائر اقتصادية كبيرة جرّاء الغلق، إلاّ أنّ الواقع يشير إلى عكس ذلك، حيث أن الخسائر طالت فقط الخطوط الجوية الجزائرية والشركات العاملة معها مثل الشركات المتخصصة في الصيانة والعتاد، ومؤسسات الخدمات بالمطار وغيرها، إضافة إلى الوكالات السياحية، بينما أنّ اقتصاد البلاد من استثمارات وسياحة وغيرها لم يتأثر لعدم وجود اقتصاد مبني على السياحة والاستثمارات الخارجية في البلاد.
وأضاف يقول «لا توجد خسائر كبيرة، لأن الجزائر ليست وجهة سياحية ولا توجد استثمارات مباشرة كبيرة بها»، مبرزا أن «الخسائر قد تصل إلى مليار دولار خلال سنتين على الأكثر بالنسبة للخطوط الجوية وكل متعامليها «.
أما عن سؤال مرتبط بالتحويلات المالية، فيرى المتحدث أنها لن تتأثر كثيرا، لأن جلّ تحويلات المغتربين تحدث في السوق السوداء بالسكوار بالعاصمة، موضحا أنّ الذي يأتي مع المغتربين كان في العادة يتمّ شراؤه من طرف المواطنين المقيمين في الجزائر لأغراض السياحة خصوصا.
وبخصوص دور المغتربين في انعاش الخزينة العمومية من العملة الصّعبة، فيرى المتحدث انّه عادة ما تتولى الحكومة أداة التحويلات النّقذية غير مباشرة، حيث تذهب في الغالب للسوق السّوداء، أما فالخسائر لا توجد، لكنه حذر من الانفتاح الذي قد يؤدي إلى انهيار الدينار أمام العملات الأجنبية في السوق الموازي، حيث يُتوقع أن يساوي سعر صرف 1 اورو، 250 دينار، أما في السوق الرسمي فلن يتغير.