تستقبل مصلحة الإستعجالات التابعة للمستشفى الجامعي عبد القادر حساني بسيدي بلعباس عددا كبيرا من المرضى المصابين بالإضطرابات المرضية التي تظهر نتيجة التعرض لدرجات الحرارة المرتفعة، وهي جلّها إصابات للأشخاص المسنين وذوي الأمراض المزمنة.
أكدت مصادر من مصلحة الإستعجالات أن حوالي 75 بالمائة٪ من الحالات التي تستقبلها المصلحة تعود لأشخاص مصابين بالأمراض المزمنة كالسكري، إرتفاع ضغط الدم وأمراض الحساسية والربو، وتشمل أمراض متفاوتة مثل التشنج الحراري والإغماء الحراري، والإجهاد الحراري بالإضافة إلى الحالات الأشد ضررا والمعروفة باسم ضربة الحر، حيث تتكفل المصلحة الإستعجالية وعلى مدار 24 ساعة بعدد كبير من الحالات تتراوح ما بين 20 و25حالة يوميا من الأشخاص المصابين بالجفاف والإسهال الحاد، وكذا نقص كمية المياه والأملاح في الجسم وحالات الغثيان وما يصاحب هذه الحالات من مضاعفات خطيرة لدى كبار السن وذوي الأمراض المزدوجة بدليل أن الأشخاص ذوي الأمراض المزمنة أكثر عرضة لتبعات موجات الحر لتعمدهم الخروج خلال ساعات ذروة الحر بدون أخذ احتياطات وعدم الإلتزام بنصائح الأطباء الذين يجمعون على ضرورة وقاية الأجسام من الأشعة من خلال ارتداء ألبسة قطنية فاتحة اللون وقبعات ونظارات شمسية مطابقة، وعدم التعرض لفترة طويلة للأشعة فوق البنفسجية بالشواطئ، والإكثار من شرب المياه لتفادي حدوث المضاعفات.
هذا وتستقبل مصلحة الاستعجالات أيضا ضحايا التسممات الغذائية، فغالبا ما تؤدي الحرارة المرتفعة الى فساد الاطعمة لاسيما اللحوم أو الأكلات المصنوعة من الحليب والبيض، خاصة خلال الولائم والمناسبات الجماعية٠
في هذا الصدد، أفاد ذات المصدر باستقبال حالات تسمم منفردة لأشخاص تناولوا مواد فاسدة داخل منازلهم، في حين لم تستقبل المصلحة أية حالة لتسممات جماعية. كما إستقبلت المصلحة حوالي 21 حالة للإصابة بداء الحمى المالطية، وهو الداء الناجم عن تناول حليب ملوث غير مراقب وغير معالج، وعن الأمراض المتنقلة من الحيوان إلى الإنسان فقد إستقبلت المصالح العلاجية عبر كامل تراب الولاية 14 حالة للتسمم العقربي حيث تزداد نسبة الإصابة بهذا التسمم خلال الصائفة خاصة بالمناطق الجنوبية من الولاية كالمرحوم ورأس الماء، ناهيك عن تسجيل أزيد من 50 إصابة لعضات كلاب منذ بداية الصائفة بسبب الإنتشار الكبير للحيوانات الضالة التي تهدد أمن وسلامة السكان. كما تكفلت المصالح الطبية أيضا بـ 18 إصابة بداء إلتهاب الكبد الفيروسي نوع أ ، خلال نفس الفترة، وهو الداء المرتبط أساسا بشرب مياه تعرضت لملوثات بشتى أنواعها، ما يستدعي تخزين المياه بطرق صحية وعدم شرب مياه الصهاريج غير مراقبة والتبليغ عند حدوث تسربات.
لضمان تكفل جيد بالمرضى فتحت المصالح الطبية مداومات تعمل على مدار 24 ساعة عبر مختلف بلديات الولاية للتكفل بأنواع الحالات المرضية بما فيها ضربات الشمس إلى جانب تعزيزها بالأدوية الإستعجالية، مع تسخير سيارات إسعاف لضمان التغطية الصحية في كل الأوقات لاسيما بالنسبة للمناطق النائية الجنوبية فضلا عن هيكلة وتنظيم عطل مستخدمي القطاع تفاديا لأي تذبذب يضر بالسير الحسن للمصالح و يحدث خللا في الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين.