طباعة هذه الصفحة

الخبــير الاقتصـادي سليمانـي لـ«الشّعـب»:

الجزائر المنتصرة نجحت في إنشاء منصة للتكامل القارّي

آسيا قبلي

آليــات مبتكـرة لرفــع التجـارة البينيـة الثنائيـــة ومتعـــدّدة الأطـــراف

 قال الخبير الاقتصادي عبد القادر سليماني، إنّ معرض التجارة البينية الإفريقية الذي تختتم فعالياته، اليوم الأربعاء، قد حقّق أهدافه الاستراتيجية، من حيث أولا تحقيق رؤية إفريقية موحدة ومستقبلية، وثانيا وضع مخطّط عمل في كل المجالات وفق استراتيجية مشتركة للوصول إلى سوق إفريقية موحّدة ومشتركة، وثالثا تنشيط المنطقة القارية للتبادل الحرّ «زليكاف»، وإنشاء عديد الحركيات والآليات التي تساهم في الرفع من التجارة البينية الإفريقية الثنائية ومتعدّدة الأطراف.

 أوضح الخبير سليماني في اتصال مع «الشّعب»، أمس، أنّ عنوان المعرض الذي تمحور حول فتح آفاق وأبواب جديدة من أجل الوصول إلى السيادة الاقتصادية عبر أركانها، وهي الأمن الغذائي والمائي والطاقوي والصحي والرّقمي. كما كان هناك وعي كبير لدى الأفارقة بضرورة الاستثمار بقوة في المنشآت القاعدية والبنى التحتية، خاصة الموانئ والمطارات والسكك الحديدية وإيصال الإنترنت والمياه وتحقيق التنمية المستدامة، وفق أجندة الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة.
ختم الخبير سليماني بالقول، إنّ المعرض يعتبر من أنجح الطبعات سواء فيما تعلّق بعدد المشاركين ونوعية الاتفاقيات وحجمها ورقم الأعمال المسجّل في اتفاقيات التجارة والاستثمار بين الشركات الإفريقية وبين القطاع العام والخاص، وكذا الشركات الناشئة التي عرفت حركية كبيرة جدا، بعقد صفقات بملايين الدولارات مع شركات من نيجيريا وجنوب إفريقيا والكاميرون، وغيرها من الدول الإفريقية.
كما أشاد بنجاح الجزائر الدائم في احتضان المناسبات الكبرى والتاريخية، أين تمكّنت من إنشاء، كمرحلة أولى، منصة للتكامل والاندماج الإفريقي، حيث أكّد رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، أنّ إفريقيا للأفارقة وأنّ إفريقيا للشراكة مع الدول الكبرى والشركات العالمية لنقل التكنولوجيا ورؤوس الأموال في شكل شراكة حقيقية على أساس رابح ـ رابح شراكة المستقبل.

اتفاقيـــات وشراكــات

 من جهة أخرى، أشار المتحدث إلى المجالات التي شملتها الاتفاقيات من الصناعة والصناعة الصيدلانية والصناعات التحويلية والزراعة والطاقات الجديدة والمتجدّدة والإلكترونية واقتصاد المعرفة، والتصنيع والصناعات الكهربائية، وغيرها من المجالات، والتي فاقت قيمة 48 مليار دولار، وكان من المتوقّع أن تبلغ 44 مليار دولار.
بالنسبة للجزائر، فقد تمّ إبرام كمّ معتبر من الاتفاقيات بين المؤسّسات والشركات الجزائرية ونظيراها الإفريقية والدولية، نذكر منها اتفاقية بين شركة الصناعة الجزائرية للهاتف وشركة نيجيرية بقيمة 300 مليون دولار لتصدير أجهزة دفع إلكتروني إلى نيجيريا.
تمّ توقيع اتفاقية بين المجمّع الصناعي «جي-اس-بي اليكتريك» وشركة «ماسالي انترناشيونال ترايد اند انفستمنت» السودانية-الإثيوبية، بقيمة 130 مليون دولار لدعم التعاون الصناعي والتجاري بين الجزائر والسودان، واتفاقية بين الوكالة الوطنية لترقية الاستثمار و»السويدي إلكتريك»، بقيمة 2.5 مليار دولار.
إلى ذلك، تمّ توقيع اتفاقية في مجال النقل البحري بين وزارة النقل الجزائرية وشركاء أجانب، واتفاقية بين حاضنة الأعمال «ألجيريا فانتشر» وشركتي «أدفاليانس» و»ليانكوباتور» لتمويل حاضنات الأعمال ودعم المشاريع المبتكرة.
شهد معرض التجارة البينية الإفريقية «إياتياف» 2025 حضوراً دولياً لافتاً، ما يعكس المكانة المتزايدة للجزائر كقطب اقتصادي إقليمي وقاري، قادر على استقطاب هذا الزخم الكبير من الشركاء. كما شكّل الحدث فرصة لتعزيز جسور التعاون بين الاقتصادات الإفريقية ونظيراتها من خارج القارّة، في إطار البحث عن آليات جديدة لدفع التجارة البينية وتنويع مسارات الاستثمار.بحسب الأرقام الرّسمية، استقطب المعرض أزيد من 35 ألف زائر من 75 دولة، إلى جانب مشاركة قرابة ألفي عارض، وهو ما جعل منه واجهة للتعريف بالمنتجات الإفريقية وفرصة لإبرام شراكات استراتيجية واعدة. وقد أضفى هذا الحضور الكثيف بعداً استثنائياً للطبعة الرابعة من المعرض، باعتباره منصة حقيقية للتلاقي الاقتصادي ولعرض الإمكانات، التي تزخر بها القارة الإفريقية في مختلف المجالات الإنتاجية والتجارية.