طباعة هذه الصفحة

دعوا إلى تبنّي مقاربات تدمج “الأكاديمي” و”لمهني”..باحثون:

طـــــــــــرق تدريـــــــــــــس “الألمانيــــــــــــــة” بالجامـعـــــــة..تحتـــــــــــاج المــــــراجعة

فاطمة الوحش

 

احتضنت جامعة الجزائر 2 أبو القاسم سعد الله، فعاليات الملتقى الوطني الموسوم “اللغة الألمانية في الجامعة الجزائرية: رؤية جديدة للتكوين والتمهين”، الذي نظمه قسم اللغة الألمانية بكلية اللغات الأجنبية، في أجواء علمية ونقاشية ميزها الحضور المكثف لأساتذة وطلبة التخصص، إلى جانب عدد من الباحثين وممثلين عن قطاعات اقتصادية واجتماعية مهتمة بمجال اللغات والتكوين الجامعي المهني.


 شهد الافتتاح الرسمي للملتقى حضور رئيس الجامعة ونائبه، وعميدة الكلية، ورئيسة القسم، إلى جانب ضيوف من مؤسسات أكاديمية واقتصادية، ممّا أضفى على التظاهرة طابعا جديا يعكس الأهمية المتزايدة التي توليها الجامعة الجزائرية اليوم للربط بين التكوين الأكاديمي ومتطلبات سوق العمل.
في هذا السياق، أكّد الأستاذ ياسين عجابي، رئيس الملتقى، أن هذه المبادرة العلمية تسعى إلى إعادة النظر في طرق تدريس اللغة الألمانية بالجامعة الجزائرية، من خلال تبني مقاربات جديدة تدمج البعدين الأكاديمي والمهني، بما يسمح للطلبة باكتساب كفاءات لغوية ومهارية تفتح أمامهم آفاقا حقيقية في سوق الشغل.
وأضاف أن تدريس اللغات الأجنبية، وعلى رأسها الألمانية، لم يعد يقتصر على البعد النظري أو الثقافي، بل أصبح من الضروري ربطه بمجالات التخصص والاحتياجات الواقعية لمختلف المهن،
خاصة في ظل الانفتاح الاقتصادي الذي تشهده الجزائر وعلاقاتها المتنامية مع الشركاء الألمان والأوروبيين بشكل عام.
وقد شكّل الملتقى فرصة للتعمق في مجموعة من الإشكالات الراهنة، حيث تناول المشاركون عدة محاور أساسية تتعلق بعلاقة اللغة الألمانية بمجالات التخصص المختلفة، وكذا حضورها في سوق العمل، إضافة إلى مدى اندماج خريجي هذا التخصص في المؤسسات الاقتصادية والاجتماعية.
كما ناقش المتدخلون فرص تطوير التعاون بين الجامعة الجزائرية والشركات، خاصة المؤسسات الناشئة التي يمكن أن تستفيد من كفاءات خريجي اللغة الألمانية في مجالات الترجمة، التواصل، التسويق، والسياحة. كما طُرحت مواضيع أخرى على غرار الرقمنة، الذكاء الاصطناعي، ودور اللغة في تحسين مرئية الجامعة على المستوى الدولي، وهي محاور تعكس وعيا متقدمًا بضرورة تحديث مناهج التكوين الأكاديمي وربطها بالتحولات التكنولوجية والاقتصادية الجارية.
ومن بين الأهداف التي سعى إليها الملتقى، حسب القائمين عليه، دعم تبادل الخبرات بين الأساتذة والباحثين، واقتراح برامج دراسية تواكب التوجهات الجديدة للتكوين العالي، مع التركيز على الجانب التطبيقي والمهني في تعليم اللغة الألمانية. كما تم التأكيد على ضرورة إدماج الطلبة في مشاريع تدريبية حقيقية، تسمح لهم بالتفاعل مع بيئة العمل واكتساب مهارات عملية قبل التخرج، ما من شأنه رفع قابلية تشغيلهم وتحسين فرصهم في سوق العمل المحلي والدولي.
واختُتم الملتقى بجملة من التوصيات التي دعت إلى تعزيز التنسيق بين الجامعة والمؤسسات الاقتصادية، وتكثيف اللقاءات العلمية حول آفاق تعليم اللغات الأجنبية في السياقات المهنية، إلى جانب تشجيع اعتماد الوسائل الرقمية والمنصات التعليمية الحديثة في تدريس اللغة الألمانية. كما تم التأكيد على ضرورة التفكير في إنشاء مسارات دراسية مزدوجة تجمع بين اللغة والتخصصات التقنية أو الاقتصادية، مما يعزز من حضور اللغة الألمانية كأداة للتواصل والإنتاج المعرفي داخل الجامعة وخارجها.